هل نرى ملك الموت عند الموت؟
محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ نعم نرى ملك الموت عند الاحتضار, فيراه المؤمن بأحسن صورة ويراه الكافر بأبشع صورة حيث يتمثل له في صورة عمله القبيح
نقلا عن دعوات الراوندي : روي بأن المحتضر يحضره صف من الملائكة عن يمينه عليهم ثياب خضر ، وصف عن يساره عليهم ثياب سود ، ينتظر كل واحد من الفريقين في قبض روحه ، والمريض ينظر إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء اخرى ، ويبعث الله ملكا إلى المؤمن يبشره ، ويأمر ملك الموت أن يتراءى له في أحسن صورة ، فإذا أخذ في قبض روحه وارتقى إلى ركبتيه شفع إلى جبرئيل وقد أمره الله أن ينزل إلى عبده أن يرخص له في توديع أهله وولده ، فيقول له : أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي ، أو تنظر إلى ميكائيل ، فيقول : أين ميكائيل ؟ فإذا به وقد نزل في جوق من الملائكة فينظر إليه ويسلم عليه ، فإذا بلغت الروح إلى بطنه وسرته شفع إلى ميكائيل أن يمهله فيقول له : أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي ، أو تنطر إلى الجنة ، فيختار النظر إلى الجنة فيتضاحك ، ويأمر الله ملك الموت أن يرفق به ، فإذا فارقته روحه تبعاه الملكان اللذان كانا موكلين به يبكيان ويترحمان عليه ، ويقولان : رحم الله هذا العبد كم أسمعنا الخير ، وكم أشهدنا على الصالحات ، وقالا : يا ربنا إنا كنا موكلين به وقد نقلته إلى جوارك فما تأمرنا ؟ فيقول تعالى : تلزمان قبره وتترحمان عليه وتستغفران له إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة أتياه بمركب فأركباه ومشيا بين يديه إلى الجنة وخدماه في الجنة .
(بحار الأنوار:ج6,ص173)
روي في الحديث أن إبراهيم عليه السلام لقيَ ملكاً فقال له: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت . فقال: أتستطيع أن تريني الصورة التي تقبض فيها روح المؤمن؟ قال: نعم ، أعرض عني فأعرض عنه ، فإذا شاب حسن الصورة حسن الثياب حسن الشمايل طيب الرائحة . فقال: يا ملك الموت ، لو لم يلق المؤمن إلا حسن صورتك لكان حسبه . ثم قال: هل تستطيع أن تريني الصورة التي تقبض فيها روح الفاجر؟فقال: لاتطيق .فقال: بلى. قال: أعرض عني فأعرض عنه ثم التفت إليه فإذا هو رجل أسود قائم الشعر ، منتن الرائحة ، أسود الثياب ، يخرج من فيه ومن مناخره النيران والدخان ! فغُشيَ على إبراهيم ، ثم أفاق وقد عاد ملك الموت إلى حالته الأولى ، فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الفاجر إلا صورتك هذه لكفته)
(عوالي اللئالي:1/247)
شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
2 ذو القعدة 1433 هـ