كيف يبطل علي عليه السلام صلاةً هي باطلة من أصل؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

تعلمون قصة صلاة امير المؤمنين المزعومة خلف ابي بكر (لع). سؤالنا هو كيف يصلي خلفه وهو إمام كفر يدعو إلى النار؟

إن قلتم (كما سمعناكم من التلفاز) أنه إنما صلى ليبطل صلاتهم. الجواب: كيف يبطل صلاة هي باطلة في أساسها؟!

رأينا الشخصي هو بطلان هذه القضية لأنا لا نجد سببا عقليا يجعل أمير المؤمنين يصلي وراء النغل, والقول بالحدوث يستلزم إضفاء الشرعية من أمير المؤمنين على بغيهم, وهذا مستحيل قرآناً و سنةً.

ردوا رحمكم الله, والسلام عليكم.

محمد سعيد بحر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من جواب للشيخ الحبيب:

المخالفون يدّعون أنّ مولانا أمير المؤمنين كان يصلي خلف إمامهم أبي بكر لعنه الله مقتديا به و إنّ البيّنة على من ادّعى، والمخالفون هم المطالبون بأن يأتوا لنا ببيّنة ودليل على أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قد صلّى خلف أبي بكر أو عمر أو عثمان (عليهم لعائن الله) "مقتديا " بهم، وليس لهم سبيل إلى ذلك إطلاقاً، فإن مجرد صلاته (عليه السلام) في المسجد النبوي الشريف لا تعني أنه كان يصلي مقتدياً بهم.

ولم يؤثر عن أحد من أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) أنه نصّ على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يأتمّ بالطواغيت الثلاثة، بل رُوي خلاف ذلك كما في رواية محاولة اغتياله من قبل خالد بن الوليد لعنه الله، إذ جاء فيها: ”ثم قام عليه السلام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف أبي بكر وصلّى "لنفسه"، وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف“ (تفسير القمي ج2 ص159).

فتأملوا في قوله: ”ووقف خلف أبي بكر وصلّى لنفسه“ فإن معناه أنه (صلوات الله عليه) كان يتعمد الوقوف خلف أبي بكر ومع ذلك يصلي "منفردا" لا مقتديا به، إظهارا لعدم شرعية إمامة أبي بكر وعدم جواز الاقتداء به عليه لعائن الله، بل حتى لو صلّى خلفه متابعاً له لكان ذلك أيضا مبطلا لصلاة أبي بكر لأن صلاة المتقدّم على الإمام المعصوم باطلة كما هو الحال لمن يتقدّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ الإمام نائب الرسول ويقوم مقامه ويأخذ أحكامه" (تجدون رابط هنا)

"لاشك" أنّ صلاة أبي بكر باطلة من "أصل" إذ هي صلاة بدعية ولكننا "جدلا " نسلم للمخالفين بأنّ صلاة خليفتهم أبي بكر لعنه الله كانت طبقا لصفة صلاة محمد وآله الطاهرين إذ القوم يزعمون أنّ أبا بكر كان متبعا لرسول الله , على هذا فإنه طبقا لأحكام محمد وآله الطاهرين عليهم السلام أيضا ـ لو سلمنا للقوم من باب الجدل ـ أنّ مولانا عليا عليه السلام صلى خلفهم متابعةً فإنه "يلزم" أن تكون صلاة أمير المؤمنين عليه السلام خلف أبي بكر مبطلةً لصلاة أبي بكر حيث معلوم عند المسلمين الحقيقيين أنّ التقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله في كل شيء بما في ذلك الصلاة محبط ومبطل للعمل، وذات الحكم يثبت لعلي عليه السلام لأنه نفس رسول الله ووصيه الذي هو من رسول الله بمنزلة هارون من موسى, وهذا معلوم عند المسلمين الذين ثبتوا على الحق, فإن كان أبو بكر قد بدّل هذا الحكم من أحكام رسول الله من بين ما بدله وحرّفه من أحكام فإنّ هذا الحكم يعرفه ويدين به المسلمون الثابتون على الاسلام الحق آنذاك وهم شيعة علي عليه السلام من أصحاب رسول الله الأوفياء الأبرار كسلمان والمقداد وعمار وأبي ذر لذا فإنّ تقدم أبي بكر على علي عليه السلام في الصلاة لا يزيدهم إلا يقينا بانحرافه عن الحق.

قول الشيخ الحبيب في البث المباشر ليُبطل صلاتهم أي يُظهر بطلانها وعدم شرعيتها طبقا لفقه محمد وآله الطاهرين ,فلا فرق في ذلك بين ما إذا كانت بدعية أم سُنية فهم يعتقدون أنّ صلاة أبي بكر طبقا للسنة. فحتى لو سلمنا لهم بذلك جدلا نقول أنّ الامام أظهر بطلانها بصلاته في المسجد متأخرا عن أبي بكر الذي تقدم على الوصي الشرعي والإمام المعصوم علي عليه السلام. ففي جميع الأحوال صلاة إمامهم أبي بكر باطلة طبقا لفقه محمد وآله الطاهرين جملة وتفصيلا.

وذلك كقولك عن جمع من المنحرفين أخلاقيا شهّرتُ بهم لأخزيهم. هم أصلا واقعون في الخزي فانحرافهم خزي ولكنّ بيانك لانحرافهم بتصرف وأسلوب معين هو إظهار لخزيهم وتثبيت له.

شكرا لتواصلكم

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

19 ذو القعدة 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp