الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
إلى سماحة الشيخ المجاهد ياسر الحبيب (دام ظلّه)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: كيف نفسر مسألة: أن الله تعالى يخلق شخصا من أبوين كافرين في بلاد بعيدة عن المسلمين وفي بيئة منحرفة ، ويخلق آخر من أبوين مسلمين متدينين وفي بيئة متدينة ، ثم بعد ذلك يكون حسابهم عند الله على أساس أن هذا مسلم وهذا كافر؟
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راشد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ ليس لولادة أحدهم في بيئة كافرة علاقة بالعقل واختياره فالله تعالى قد أوجب وفرض حتى على من يُولد في بيئة مسلمة أن يعتنق عقيدته عن بحث وتحقيق لا عن تقليد ومتابعة. فهما من هذه الناحية لا يختلفان.
الله تعالى لا يأخذ أحدا من عباده بدون إقامة الحجة عليه. فالكافر حينما تصله الدعوة ويرفضها فذاك باختياره لا لكونه وُلد في بيئة كافرة. هناك من يُولدون في بيئة مسلمة ويلحدون والعكس صحيح.
هذا واعلم أنّ من ينتفض على بيئته ويعتنق الاسلام إذا ما أحسن العمل قد يكون عند الله تعالى أعظم منزلة وأجرا من ذاك الذي وُلد في بيئة تقربه للحق.
وعلى كل حال فلو افترضنا أن شخصا وُلد في بيئة كافرة ومات كافرا لا لرفض منه أو تقصير في قبول دعوة الإسلام، بل لقصور وجهل ونحو ذلك، فإن هذا لا يكون من الهالكين بالضرورة في القيامة، فإن الله تعالى يشمل القاصرين برحمته حينذاك ويدخل كثيرا منهم الجنة بعد اختبار خاص. فالعدالة الإلهية عدالة عامة مطلقة، ورحمته تعالى وسعت كل شيء بمن فيهم الكفار.
شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
17 ذو الحجة 1433 هـ