هل يشتم الأئمة عليهم السلام أعداءهم ويحقّرونهم​؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

في هذه الرواية - بحار الأنوار - الجزء 44- يقول الإمام الحسين (ع) لمروان إبن الحكم ((إبن الزرقاء وإبن آكلة القمل))؟

لما كان مروان على المدينة خطب الناس فوقع في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : فلما نزل عن المنبر أتى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فقيل له : إن مروان قد وقع في علي قال : فما كان في المسجد الحسن ؟ قالوا : بلى ، قال : فما قال له شيئا ؟ قالوا : لا .
قال : فقام الحسين مغضبا حتى دخل على مروان فقال له : يا ابن الزرقاء ويا ابن آكلة القمل أنت الواقع في علي ؟ قال له مروان : إنك صبي لا عقل لك ، قال : فقال له الحسين : ألا اخبرك بما فيك وفي أصحابك وفي علي فان الله تعالى يقول : \"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا \"( 1 ) فذلك لعلي وشيعته ، \"فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين \"( 2 ) فبشر بذلك النبي العربي لعلي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام .

فما معنى إبن الزرقاء؟ وهل الأئمة عليهم السلام يشتمون أعدائهم ويحقرونهم؟

محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزرقاء يعني بها البغية مارية بنت موهب جدة مروان بن الحكم من جهة والده وقد كانت من ذوات الرايات في الجاهلية.

الحسين بن علي بن أبي طالب سيد العرب والعربي الكريم الحر يهين الأراذل المعتدين الجاحدين العتاة ويسحق كرامتهم, فهذا سلوك نايع من الطبيعة العربية الاصيلة فضلا عن كونه خلقا إسلاميا كما سيتبين لك.

مروان ابن الحكم لعنه الله منافق وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بالغلظة على المنافقين.

قال تعالى :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة التوبة, 73

سب علي بن ابي طالب كفر بواح ولا شك أنّ سبّ الكفار مشروع وقد كان رسول الله يأمر به وبهذا صرح حسان ابن ثابت في قوله:

لنـا في كــــلِّ يــومٍ مـــن مــعــدٍّ

"سبابٌ" أو قتــــالٌ أو "هجـــــاءُ"

مروان لعنه الله كان يستحق إذلاله وسحق كرامته وتحقيره فالمؤمن يظهر العزة على الكافرين ويذلهم

المؤمن مصداق لقوله تعالى: ( أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين) سورة المائدة,54

لقد كان رد الحسين عليه السلام على ابن الحكم لعنه الله يتضمن بيانا لحقيقته وليس ذاك بهتانا والعياذ بالله.

هنا تجد الادلة على مشروعية سب الظلمة ومن بينهم المبتدعة والمنافقين فأعظم الظلم خيانة الله ورسوله وستجد انّ هذا سلوك منسجم مع العقل والفطرة السوية

لاحظ النقطة التاسعة هنا

بناءا على ما سبق يتبين لك أنّ السب للمستحق جائز بل مندوب في حق امثال ابن الحكم, واعلم أنّ السب في اللغة هو القطع ومن هنا سميت الكلمة الجارحة سبا لأنها موجعة جارحة قاطعة كحد السيف حيث يُطلق على السيف (سبّاب العراقيب)

فسواءا كانت الكلمة الجارحة الموجعة منطبقة على صاحبها انطباقا واقعيا كليا كما في كلام الحسين عليه السلام لمروان أو كانت من قبيل الشتم بألفاظ تحقيرية لها انطباق نفسي او شخصي كوصف علماء اليهود بالحمير , فهذا كله سب وهو مشروع جائز في حق الظلمة من اهل الريب والبدع وغيرهم.

هنا محاضرة ألقاها الشيخ الحبيب في إحدى الليالي الحسينية بعنوان "حديّة الخطاب من منهج الحسين عليه السلام" سيفيدك الاطلاع عليها

اخيرا تنبّه إلى أنّ تلك لواقعة تعطينا درسا في ضرورة تنويع الاساليب في التعامل مع المتجبرين من رموز الباطل والتابعين لهم عن اصرار وجحود, ففي حين جنح الامام الحسن عليه السلام إلى الاعراض عن مروان لعنه الله فإنّ الحسين عليه السلام جنح إلى مواجهة مروان وتأديبه وسحق كرامته وتعريفه قدر نفسه وإهانته وتمريغ أنفه بالتراب.

سبق للشيخ أن أشار الى ما بيناه بقوله:

يجب توزيع الأدوار وتنويعها، فيكون قسم كأبي ذر، وآخر كسلمان، رضوان الله تعالى عليهما، وبهذا يتحقق الهدف في كسر عقيدة الخصم، لا بالاقتصار على لون واحد فإنه لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة، فافهم. الرابط هنا

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

30 محرم 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp