بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
سماحة الشيخ الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في جواب لكم على احد الاسئلة نقلكم فتوى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله
((وهذا رأي السيد المرجع في فتوى منشورة على موقع مكتبه الرسمي:
هل يجوز سبّ غير المؤمن؟
يجوز إذا لم يترتّب على ذلك مفسدة أهم.
22 شوال المكرّم 1430 ))
وعلقتم بعدها..
يتبين لك من خلال جواب السيد المرجع أنه جائز ما لم يترتب على ذلك مفسدة
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنّ سب أهل الريب والبدع ثماره إيجابية والمصلحة المترتبة عليه أكبر من المفسدة
والسؤال هو
اذاكنتم قد فهمتم من نص حديث رسول الله (صل الله عليه واله) المصلحة المطلقة بتعبيركم السابق فما وجه الاسثناء الذي قال به السيد المرجع؟ ام انكم تخالفون السيد المرجع بهذا الرأي ايضا وهل ان فهمكم لنص حديث رسول الله افضل من فهم السيد المرجع فيلزم من ذلك ان تكونوا اعرف منه بفهم النصوص؟؟!!
حيث ان قول السيديجوز إذا لم يترتّب على ذلك مفسدة أهم حصول المفسدة ولو احتمالا عقليا لا واقعيا.
فماهو جواب الشيخ على ذلك ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسام علي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ أولا نحن لم نقل بالمصلحة المطلقة في سب أهل الريب والبدع كما توهمتم.
ثانيا الأصل هو جواز سب أهل الريب والبدع وحصول المفسدة هو الاستثناء والاحكام تجري على حكمها الأولي ما لم يطرأ ما يستدعي النزول على الحكم الثانوي.
ليس مجرد توقع أمر ما توقعا واحتمالا غير معتد به بصارف عن الحكم الأولي.
السيد المرجع دام ظله يتكلم عن السب المفضي إلى مفسدة وهذا نوع يختلف عن السب الايجابي الذي يترتب عليه مصلحة وهو سب أهل الريب والبدع بغرض تسقيطهم بذكر الاسباب والحجج والأدلة لا لمجرد السب.
في اللسان الاستعمالي السب رديف للشتم فما يتحدث عنه السيد المرجع هو الشتم .
مع تأمل حديث أهل الريب والبدع يتضح أنّ المعنى اللغوي الدقي هو المقصود حيث يذكر الحديث الشريف أنّ الهدف من سب أهل الريب والبدع هو أن يحذرهم الناس.
كيف يحذرهم الناس إذا لم أبين الأسباب وأعرض الأدلة؟
يُفرق أهل اللغة بين السب والشتم بقولهم أنّ السب هو الاطناب والإطالة في الشتم.
الشتم كأن تقول فلان حمار (أجلكم الله) فقط تكتفي بمجرد الكلمة
السب كأن تقول فلان حمار يحمل أسفارا لأنه لا ينتفع بعلمه ولا يعمل به فهو يعلم أنّ الخمرة حرام وقد شربها . فالوصف بمجرده جارح والدليل أيضا هو حقيقة جارحة مؤلمة لذلك الشخص أو من يؤيده.
السب يسمى سباً لأنه جارح مؤلم فهو يعني القطع في اللغة ومن هنا سمي السيف سباب العراقيب.
ولذلك كانت قريش تسمي كلام رسول الله صلى الله عليه وآله حول آلهتها سبا فتقول (سب آلهتنا) لأنّ رسول الله كان يصفها بالعجز ويهتكها ويطرح الاسباب.
المفسدة المتربة على سب غير المؤمن كأن يكون جاهلا تُرجى هدايته فيؤدي سبه إلى استعدائه. أو أن يفضي سب رمز الباطل إلى فناء جماعة المؤمنين لكونهم قلة فيكون بذهابهم ذهاب الحق أما إن كان في ذهاب عدد منهم تثبيت الحق فهنا أيضاً يكون راجحا تقديم انفسهم للذبح من أجل إعلاء كلمة الحق.
تابع هاتين المحاضرتين للشيخ ففيهما تفصيل وتأصيل
شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
30 محرم 1433 هـ