السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
لدى استفسار او استغراب من مساله نامل من الشيخ ياسر الحبيب حبيب قلبي وقلوب كل محبين اهل البيت وافاد الشيخ ياسر الحبيب باثناء متابعتي للمحاضرات بخصوص بقاء الامام على عليه السلام جليس الدار وقد جان يجهز طوال هذا الفتره للخطط لهذا اليوم وتقوية شبكة اتباع اهل البيت
السؤال المحيرني بهذا الخصوص معروف بان الامام مقتلع باب خيبر وان الامام ذا قوه من الله وغيره من المواصفات بالامام على سلام الله عليه فكيف الامام طوال هذا الفتره لمدة 25 سنه جليس الدار وسكوته على هذا الاطهاد ويشاهد امام عينه بستغلال الدين الاسلام وتشويه الدين الاسلامي وانقاص قدر اهل البيت وبعد قتل عثمان بن عفان لعنه الله استلم الامام على عليه السلام الخلفة لمدة 3 سنوات حسب علمي ولم ياخذ الوقت الكافي بالشكل الصحيح بشكل عام لتوصيل رسالة اهل البيت والفكرة بان الامام لو تحرك من اول سنتين مثال لكان استفاد ادين الاسلمي 25 سنة التي بقي الامام على جليس الدار وشكرا
وانا كلي فخر بهذا القناه ومتابع لقناتكم ونامل المعذره على خطابي ان وجد اخطاء او توصيف خاطئ
واسلم على الشيخ ياسر الحبيب حبيب قلبي والاخ عبدالله وجميع الاخوان العاملين بقناتكم وكل محبيكم حفظكم الله لنصرة اهل البيت
اخوكم نايف
من الاحساء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ ما عرضته أيها الكريم هو للأسف التصور السائد الخاطيء حول طبيعة تعاطي أمير المؤمنين عليه السلام مع تلك الحقبة من الزمان ودوره فيها؟
أولا: أمير المؤمنين عليه السلام نهض للمطالبة بحقه في تفاصيل تجدها في الرابط الذي سنزودك به. ثم حينما لن تتم شروط النهوض لحرب زمرة الانقلاب كفّ عن حربهم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله واعتزل تلك الحكومة الانقلابية تعبيرا عن رفضها.
فإذاً علي اعتزل حكومة السقيفة لا أنه اعتزل شيعته وأتباعه. الرابط هنا
ثانيا: لا علاقة لعدم تولي أمير المؤمنين عليه السلام السلطة الدنيوية بدوره في حفظ الشريعة حيث إزاحته عليه السلام عن السلطة في فترة من الزمن لم تعطل دوره عليه السلام في القيادة الدينية بل حتى الدنيوية لشيعته الذين هم حملة الدين الحق والدعاة إليه.
ثالثا: لم يكن أمير المؤمنين عليه السلام طوال خمسة وعشرين عاما معتزلا شيعته كما يتصور الآخرون بل كان يقود ويوجه منظمة شَرَطة الخميس التي كانت تعمل ليل نهار في السر لإعادة الأمة للشرعية الاسلامية المتمثلة في أهل البيت عليهم السلام وبالفعل قد أثمرت تحركاتهم بدليل أنّ الأمة بعد سقوط عثمان قد توجهت لعلي عليه السلام واختارته حاكما وإن كان أغلبهم لا يعتقدون به إماما منصوبا من الله تعالى. بل الثورة الاسلامية المباركة على عثمان لعنه الله كان رجال الشيعة كمحمد بن أبي بكر وعمر بن الحمق الخزاعي هم أصحاب الدور الفاعل في نجاحها وهؤلاء تربية أمير المؤمنين عليه السلام ومنه تعلموا البسالة والشجاعة.
ثالثا: حكومة أمير المؤمنين عليه السلام على قصر مدتها كانت نموذجا لحكومة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد استطاع أمير المؤمنين عليه السلام من خلالها ترسيخ مباديء وقوانين حكومة رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن زيفها وشوهها الآخرون فثبّت للتاريخ وللأمة أنّ خط محمد وآله الاطهار في الحكم (السلطة) كما في الشريعة هو خط آخر لا يلتقي مع حكومة السقيفة ومن سار على نهجها.
ـ خدام المهدي عليه السلام ومن بينهم الشيخ الحبيب يوجهون لكم التحية ويشكرونكم على مشاعركم الطيبة ويسألون الله لكم التوفيق لجوامع الخير في الدنيا والآخرة.
شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
30 محرم 1433 هـ