بماذا أجيب الخوارج في هذه المسألة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و لعن أعدائهم و أرحم أوليائهم آمين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله رب العالمين على نعمة الولاية .. فأنا و لله الحمد من المستبصرين و ببركة أطروحاتكم ... لدي سؤال .. فأنا من سلطنة عمان , و هنا في السلطنة المذهب الحاكم ( الإباضية ) و هم من الخوارج .. و لهم الكثير من الطروحات التي يظهر فيها البغض لأمير المؤمنين ( ع ) فهم ، يستدلون بآية ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ) فإنهم يستدلوا فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ، ثم يزعمون أن أمير المؤمنين ( ع ) لم يقاتل حتى تفيء إلى أمر لله ، فيستنتجوا أنه عطل الأحكام الإسلامية ، فجزائه ( ومن لم يحكم لما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) فأولئك هم الفاسقون في آية أخرى .. و على هذا المقاس يكفرون الأمير ( ع ) ، فأتمنى أن تجبني بإجابة شافية .. و جزاكم الله ألف خير

أبو حسين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ واضح من سياق الآية الكريمة أنّ المقصود بأمر الله هو الكف عن مقاتلة المؤمنين فالله تعالى أمر بالسلم مع المؤمنين لا بقتالهم لذلك تقول الآية الكريمة: (فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا)

أي إذا رجعت عن الحرب وقتال المؤمنين، حينها يُسعى في الاصلاح بينهما بالعدل والقسط.

والذي فعله أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو المطابق للموازين الإسلامية، فإنه حين أظهر أصحاب معاوية لعنه الله الكف عن القتال ورفعوا المصاحف حذر الإمام من أن هذه خدعة لكن سلف الإباضية من الخوارج لم يقبلوا إلا الصلح! حتى إذا هدأت فورة الحرب لم يكن أمام الإمام إشعالها ثانية وإلا كان الفتق أعظم من الرتق، ويكون خلاف الفيء إلى أمر الله تعالى ومحاولة الإصلاح بين الطائفتين بالعدل والقسط كما أمر الله تعالى. وكيف تريد من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن يجنح للحرب وهو خلاف أمر الله تعالى مع المشركين فكيف بمن تسمّى بالإسلام؟! إذ يقول سبحانه: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ"

إنما هذه هي نتائج ما يسوله لهم الشيطان حيث يطعنون بسيد العترة بعد النبي صلى الله عليه وآله وهم المطعون فيهم أصلا وهم أساس المشكلة! فقد تمردوا على أمير المؤمنين عليه السلام أولا ولم يواصلوا القتال بدعوى النزول على حكم القرآن للإصلاح بين الطائفتين، حذرهم أمير المؤمنين من الخدعة فلم يسمعوا وحملوه على قبول التحكيم، ثم بعد ذلك قالوا إنه أخطأ بقبوله التحكيم لأنه لا حكم إلا لله! وطالبوا الإمام بأن يشهد على نفسه بالكفر لأنه قبل بما اقترحوه من وقف القتال وحكم في دين الله الرجال! وطالبوه كذلك بأن يتوب من كفره كما تابوا هم من كفرهم!

هكذا يتخبطهم الشيطان من المس فما كان عندهم إيمانا بالأمس يغدو غدا كفرا وما كان كفرا يغدو إيمانا! وهم يريدون من باب مدينة علم رسول الله أن يترك علمه إلى جهلهم وأن يكون لهم تابعا كأنهم هم الأئمة وهو المأموم! وإذ وقف الإمام عليه السلام موقفا حازما ضدهم سعوا ضده وضد جماهير المسلمين بالقتل وسفك الدماء وبقر بطون الحبالى بعدما كفروا الكل بل وكفروا أنفسهم بأنفسهم!

نعوذ بالله من هذه الفرقة المارقة الخبيثة المجنونة!

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

1 صفر 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp