السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ياسر الحبيب
ما صحة هذا القول:
" إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك، فبئس العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فنعم العلماء ونعم الملوك "
و هل هذا حديث؟
اسال الله لكم التوفيق الدائم في كل صلاتي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
فردوس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ أفاد أن هذه المقولة هي من جملة المشهورات المتداولة كأحاديث شريفة وليست كذلك، فإنها لم ترد عندنا في مصادرنا الحديثية المعتبرة. نعم في اعيان الشيعة في ترجمة الشيخ ابراهيم بن حسن بن علي بن احمد بن محمد ابن علي بن خاتون العاملي صاحب قصص الانبياء من طرق الشيعة الذي فرغ منه سنة 1092 قال ما ملخصه : آل خاتون من بيوتات العلم القديمة في جبل عامل من اقدمها كانوا معروفين بالعلم قبل المائة السابعة وكانوا اولا في قرية امية من قرى جبل عامل بقرب قرية ارشاف ثم انتقلوا منها إلى عيناثا واستقروا اخيرا في جويا وخاتون هذه التي ينسبون اليها احدى بنات الملوك الايوبية وهى كلمة فارسية معناها السيدة والاميرة كان ابوها مجتازا بقرية امية فنزل هناك وكان فيها جد آل خاتون وهو من العلماء الزهاد فلم يذهب لزيارة الملك وزاره جميع اهل القرية فارسل اليه الملك يسأله عن سبب تركه زيارته فاجابه بما هو مأثور ( إذا رأيتم العلماء على ابواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك ، وإذا رأيتم الملوك على ابواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء ) فعظم في عينيه وزوجه ابنته الملقبة بالخاتون ونسبت ذريته إليها. (أعيان الشيعة ج2 ص 125 في ترجمة الشيخ ابراهيم آل خاتون العاملي, الكنى والألقاب ج 1ص 273 )
فهنا ليس فيه سوى وصف هذه المقولة بأنها من القول المأثور لا نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله.
والظاهر أن هذه المقولة مأخوذة من بعض أحاديث العدو التي ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وآله، وهو مع ذلك يحكم بوضعها أو ضعفها. فقد جاء في الفوائد المجموعة للأحاديث الموضوعة للشوكاني الحديث برقم 909: "حديث مرفوع: شرار العلماء الذين يأتون الأمراء , وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء. روى ابن ماجه شطر الأول بسند ضعيف ، وروى : العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان ، فإذا فعلوا ذلك : فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم ، قيل : هو موضوع . وفي إسناده : مجهول ، ومتروك ، وتعقب ذلك وورد في هذا المعنى أشياء لا تصح".
وفي كتاب كشف الخفاء ومزيل الالتباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني برقم 2827: "وللديلمي عن عمر بن الخطاب رفعه: إن الله يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا وإذا خالطهم الأمراء رغبوا في الآخرة".
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
1 صفر 1433 هـ