لماذا الكثير من المشايخ يخجلون؟ وهل تحتاج الحوزات إلى تطوير؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ...

أشعر بأن الكثير من المشايخ وغيرهم كأنهم يخجلون أو يخافون من إظهار عقيدة الشيعة وما يعتقدون به؟ فما رأيكم؟ وخصوصا في مسألة الخجل؟ وثانيا ما هذا التغييب في الحقائق؟ وياليته متعلق بإخفاء مخازي صحابة المخالفين وما له علاقة به؟ بل امتد إلى اخفاء الكثير من فضائل أهل البيت ع ومعجزاتهم فقد استمعت في شهر محرم لمحاضرات لشيخ من لبنان اسمه الشيخ رضوان درويش وقد تميزت بقوة الطرح وذكر فيها عددا من المعاجز والروايات وكان أغلبها جديد علينا؟ فكيف أصبح وضعنا هكذا؟ ثم كيف هؤلاء يصبحون معممين ورجال دين؟ ألا تحتاج الحوزات الدينية إلى مراجعة ؟ وهل أصبحوا للأسف أكثرية؟ وإذا لم يكونوا أكثرية فأين البقية؟ وهل يوجد ممن يشهد له بالمرجعية ممن ينتمي إلى هذه الفئة – ولا أعني بذلك السيد فضل الله -؟ وما رأيكم في الأساليب التي قد تطور الحوزات الدينية؟ وألا ترون بأن الحوزات الدينية يفترض بها أن تعود كما كانت حوزات علمية لا يدرس فيها علوم الدين فقط بل يدرس فيها بقية العلوم أيضا إلى جوار الدينية منها وأن تخرج نوابغ في علوم أخرى كما نرى في أمثال العلامة المظفر والحلي رحمهما الله؟


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الصديقة البتول فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم من الثائرين لها مع ولدها المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

هناك اختلالات في الحوزات وفي طبقة المبلغين والخطباء، سبق وأن أشرنا إليها في بعض كتاباتنا ومحاضراتنا، ومرجعها في الأساس إلى عامل الشعور بالنقص والانهزامية أمام المخالف، وقد تكوّن هذا العامل مع مرور الزمن من تضخّم غير سليم شرعا لمفهوم التقية في الأذهان، التي صارت اليوم أصلا بعدما كانت استثناءً! وأضحت عزيمة بعدما كانت رخصة! ثم دخل على الخط بعض المنحرفين عقيديا ممن هيمنت عليهم الثقافة البكرية، فاستغل هؤلاء حالة الشعور الانهزامي السائدة لتحريف مسار التشيع باتجاه مواءمته مع التسنن البكري، ولولا أن لهذا الدين إماما يحميه ويرعاه (صلوات الله عليه وعجل الله فرجه) لانقلبت أركانه رأسا على عقب لما لهؤلاء من دعم مادي ومعنوي كبير يطغى على الأجواء! إلا أن هذه الحماية والرعاية الكريمة من لدنه (روحي فداه) هي التي أوقفت زحف صحراء البكرية على المرابع الإسلامية، فلم يحصل لأمثال الصبي البيروتي وأضرابه من المنحرفين والجبناء الخاضعين لهيمنة الثقافة البكرية ذلك الانتشار والتمدد الذي يمكن أن يمثّل تهديدا حقيقيا وجديا لأصل التشيع وجذوره، نعم كان لهم تأثير وغسيل لأدمغة الشباب الضعفاء عقيديا في الآونة الأخيرة، لكنه بمجموعه تأثير لا يقوى على هدم أركان التشيع، وهم في نظرنا سيبقون حالة مؤقتة ستزول عاجلا أم آجلا. ونحن نرى بحمد الله البشائر في هذا الجيل الصاعد، ونسأله سبحانه أن يمنّ عليه بروح الإيمان والولاء والشجاعة في الحق ليعيد إلى الدوحة الشيعية نضارتها وينقيها مما علق بها من شوائب المنحرفين والضالين.

هذا وليس هؤلاء المنحرفون هم الأكثرية، بل هم الأقلية، إلا أن الأكثرية - هداهم الله تعالى - يخشون من التصدي علنا ويركنون إلى الموادعة في الظاهر، مع أنهم في قرارة أنفسهم يتمتعون بروح الولاء الصادق والإخلاص للإسلام والتشيع، فلهذا أنت ترى الصورة وكأن المنحرفين باتوا هم الأكثرية، وليس الأمر كذلك. وإني لأعجب من مبطل مبتدع لا يخشى الجهر بالباطل، ومؤمن محق يخشى الجهر بالحق!

والشيعي المؤمن الحق، لا يخجل من إبداء عقيدته أو ما في تراثه من مناقب أهل البيت (عليهم السلام) ومثالب أعدائهم (عليهم اللعنة) ومن يكون هكذا فهو ذو إيمان ضعيف، وانصحوه بالقول أنه لم ”يعد هناك مكان في التشيع للجبناء“.

رزقكم الله وإيانا حسن العاقبة. والسلام.

20 من شهر ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp