تقبيل المعصوم لفم الابن أو لسانه هل فيه شذوذ؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سماحه الشيخ لدي سؤال يتعلق بقضية الإمام الحسين و علي الأكبر عليهما السلام في واقعه الطف
وهو انه أرباب المقاتل يذكرون أنه لما اشتد العطش بالإمام الحسين عليه السلام وعلي الأكبر عليه السلام سأل علي الأكبر أباه الحسين الماء
فوضع او جعل لسانه على لسان علي الأكبر
فالسؤال هل حدث هذا فعلاً ؟
وهل هذا فيه أي نوع من التشويه لذات الحسين عليه السلام
والحقيقه انه سألني أحد من سمعوا بمصيبه الحسين بذلك ولم امتلك رد كافي لقصور علمي
وجاء بذلك على سبيل حجه للمثليه وانه وجه لي سؤال بان مولاك تصرف بتصرف شاذ ؟

والسؤال الثاني بالنسبة للتقبيل فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل الحسن والحسين في فمهما
والمعروف أن أفعال النبي حجه علينا
فهل جائز تقبيل أولادي بهذه الكيفيه ؟ وهل هي مستحبه او ورد حديث عن كيفيه التقبيل ؟

السؤال الأخير سمعت من أحد المؤمنين أن التقبيل بالفم سنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يقبل علي عليه السلام
فعندما علم معاويه بذلك غير هذه السنه إلى القبله بالأنف ( وهو المعروف عاده عند القبائل والبدو بصوره عامه) فهل هذا صحيح ؟
وفقكم الله لكل خير وجزيتم خير
أخوكم سيد حسين الحسني
الكويت


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ج1: إنّ من امتلأ قذارة ونجاسة لا يتمكن أن ينظر للأمور سوى من زاوية نجاساته.
في حرب وحر وحديد وعطش من ذا يمكنه أن يتصور بأنّ ذلك الموقف من والد تجاه ولده العزيز باعث على الريبة أو نابع من نية غير سوية؟!
ذلك على فرض أنّ ما يُدعى صحيح كيف والحال أنّه عارٍ عن الصحة والرواية تذكر أنّ عليا الاكبر عليه السلام بعد أن رجع من الحملة الأولى وقد أنهكه العطش وحر الحديد طلب من والده ماءً فاعتذر منه والده ثم أراد أن يسجل للعالم والتاريخ دليلا وإثباتا عمليا ساطعا على مدى ما تعرض له عليه السلام واهل بيته من ظلم ووحشية فطلب من ولده أن (يضع) لسانه الطاهر على لسان أبيه الحسين لا أن يمصه!
تقول الرواية كما في كتب المقاتل أنّ الحسين عليه السلام قال: "بُنيّ علي, ضع لسانك على لساني. فأخذ علي لسان أبيه فوجده كالخشبة اليابسة من شدّة العطش".
لاحظ هذه العبارة: "فوجده كالخشبة اليابسة من شدة العطش".
تلك هي الرسالة التي أراد الحسين عليه السلام إيصالها من خلال ذلك التصرف.

ج2: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "ليس القبلة على الفم إلاّ للزوجة والولد الصغير". (الكافي: 2 / 148 ح 6)
الإسلام يركز على النية فإذا كانت القبلة تنطلق من نوايا نزيهة كأن تكون بدافع تقدير وتعظيم حق رحمك مثلا فلا بأس بها.

قال أبو الحسن (عليه السلام): "مَن قبّل للرّحم ذا قرابة فليس عليه شيء. وقُبلة الأخ على الخد، وقُبلة الإمام بين عينيه". (الكافي :2 / 148 ح 5 )

عن الصادق (عليه السلام): "إنّ لكم لنوراً تُعرفون به في الدنيا ، حتّى أنّ أحدكم إذا لقي أخاه قبّله في موضع النور من جبهته". (الكافي: 2 / 148 ح 1)

بل حتى القبلة على اليد والرأس إذا لم يكن المقصود بها رضا رسول الله صلى الله عليه وآله نظير البر بالوالدين وتعظيم حق ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله تعظيما لجدهم وتعظيم العالم لأنه في خدمة دين محمد صلى الله عليه وآله وما إلى ذلك فإنها قد تكون مكروهة.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا يُقبَّل رأس أحدكم ولا يده ، إلاّ يد رسول الله ، أو من أُريدَ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". (الكافي :2 / 148 ح 2)

ج3: لا نعرف لما أوردتموه حول معاوية لعنه الله ذكرا في المصادر حسب علمنا. وعلى كل حال هو تقليد قبلي عرفي والدين يُقر العرف ولكنّ الافضل الالتزام بما جاء في الهدي النبوي.

شكرا لتواصلكم

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

23 رجب 1434


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp