السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلّى الله على أشرف الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بعيداً عن العواطف والمشاعر التلفزيونية أكتبُ.
بقلمٍ خجول، وجسدٍ مُتألّم أكتب إلى سماحتكم،
أمّا بعد..فأنا إمرأةٌ متزوجة ولي من العُمر سبعة وعشرين عاماً وليس لدي أولاد..وأنا متزوجة منذ سنتين، ولكنها مرّت عليّا كمئتي عام.
بدون مقدمات أطرح مشكلتي..
أنا إنسانة يضربني زوجي دائماً، وعندما أقول دائماً فأعني يوميّاً.
على أتفه الأسباب يضربني، بل ويفتعل أتفه الأشياء لكي تكون له حُجة بضربي،علماً أني لا أعصي أمره ولا أفعل أي شيءٍ يؤذيه مما نهى عنه الرسول الأكرم (ص) من إيذاء الزوجة لزوجها.
أُدخلتُ مرتين على المشفى بحالة طارئة، إحداهم كان قد سبب لي نذيف قوي في جبهتي مِمّا سبب لي الإغماء.
طلبتُ الطلاق كثيراً، وكُنتُ دائماً أُواجه بالرفض والضرب المُبرح، وكما تعلمون أنّ أمر الطلاق في مذهبنا هو بيد الرجل،
كلّمتُ أحد المشايخ المقرّبين من عائلتنا، فقال لي أيضاً أنه لا يصُحُّ طلاقي إلاّ بموافقة الزوج.
كلّمتُ والدته القاسية (زوجة عمّي) كثيراً ليكُفَّ عن هذه الأفعال، ولكن كانت تواجهني بقوله تعالى:{وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}،،
أستميحُكُم عُذراً، ولكن هل المرأة بهيمة لتُضرب كما تُضرب البهائم ليلاً نهاراً؟
كلّمتُ أهلي وكان قولهم دائماً: إصبري فإن الله مع الصابرين.
ولكن لا..ما عاد بإستطاعتي الصبرُ أبداً، فجسدي ما عاد يتحمّلُ الألام والأوجاع أكثر،
يشهدُ الله يا شيخي بأنني لم أذق طعم عافية الجسد منذ سنتين، فجسدي دائم الأوجاع من ضربه المُبرح لي دائماً، تعبتُ وتَعِبَ جسدي من الألام.
نعم أُريدُ حلاً شرعيّاً منكم، علماً أني لا أريدُ حلاً سوى الطلاق، واعلموا يا خُدّام هذا الموقع أنّ عدم إجابتكم لي سيكون في حسابكم يوم القيامة، فإنني عازمة على الهرب وسأكون بذمّتكم يوم القيامة ما لم تسألوا لي الشيخ عن مُشكلتي من الناحية الشرعية.
والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعتذر عن التأخر في الرد على رسالتكم نتيجة الكم الهائل من الرسائل الواردة إلينا، ونتيجة المسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتق المكتب، فيُرجى تقبل اعتذارنا إليكم والعذر عند كرام الناس مقبول.
نسأل الله تعالى أن يفرج عنكِ، وويهدي بعلكِ ويصلحه، ويحنن قلبه عليكِ، ويلبسكِ لباس الصحة والعافية، ويرزقكم السلامة في الدين والدنيا.
يبدو أنكِ أيتها الأخت الكريمة من مذهب مخالف، فلو كنت على دين أهل البيت (عليهم السلام) لأمكن تطليقك منه برفع أمرك إلى الحاكم الشرعي ونعني به مرجع التقليد.
إن لم يسعك صبرك على التحمل ومواصلة الحياة الزوجية وكان ضربه يحدث ضررا بحيث ينافي المعاشرة بالمعروف، فإننا ننصحكم بطلب خلع وهو أن ترفعي قضية تطالبين فيها بالانفصال عن بعلكِ للأسباب التي بيّنتها وحاولِ توثيق ما تتعرضين له من أذى جسدي بالتقارير الطبية.
ولا يكن أمامك من حل سوى الهرب ولا تضطري لذلك. نسأل الله تعالى أن يرقق قلب بعلكِ وقلوب أقاربك ويسخرها لك ويتولاك برحمته بحق محمد وآله الطاهرين.
واعلمِ أن استدلال أم بعلكِ بالآية الكريمة ليس في محله فإنّ الضرب المشار إليه في الآية الكريمة هو ضرب رمزي الغرض منه التنبيه إلى شدة التضجر، وليس هذا المبرح الوحشي الذي يلحق الأذى. ثمّ إنّ الضرب المشار إليه في الآية الكريمة هو آخر الحلول بعد الوعظ والهجر في الفراش - أي مع المرأة التي تعصي زوجها فيما هو حق له وتتمرد عليه - فتلك قد انسلخت عن فطرتها وذلك مؤشر إلى أنها ذات نزعة شريرة تشكل خطرا فيكون ردعها بمثل ذلك وهو آخر الحلول.
والمرأة ليست بهيمة بل هي ترجمان الإنسانية بمعانيها الراقية بما أودعه الله تعالى فيها من حنان استثنائي وعطف تلقائي وقدرة هائلة على العطاء تستحيل الحياة بدونه، فالمرأة قاروة مُلئت إيمانا وحياء وعفة ورقة، حقّها الرفق بها والإحسان إليها وصونها والمحافظة عليها.
ننصحكم بالقيام بالأعمال التالية، فإنها مجربة:
1- قراءة هذا الدعاء الشريف بنية دفع الضرر: اللهم إني أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم وأستعين بك عليهم فاكفنيهم بما شئت وأنّى شئت من حولك وقوتك يا أرحم الراحمين.
2- تحديد ساعة معينة من الليل، مثلا الساعة 11 مساءً، والقيام بزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الساعة يوميا بزيارة عاشوراء الكاملة (مع 100 لعن و100 سلام ثم صلاة ركعتي الزيارة وقراءة دعاء علقمة) وطلب الحاجة بعدها بإلحاح. تقوم بهذا العمل لمدة 40 ليلة بشرط التوجه القلبي الكامل وعدم التأخر عن الساعة المحددة أو تفويتها وجعل سجادة الصلاة مفتوحة باتجاه القبلة طوال هذه الفترة.
3- المواظبة على قراءة (دعاء العافية) للإمام السجاد (عليه السلام) وهو موجود في الصحيفة السجادية.
4- كتابة رقاع الحاجة والتوسل بالمولى صاحب الأمر (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف)، وكيفيتها تجدها (اضغط هنا).
كما ننصحكم بقراءة مقالة سماحة الشيخ التي بعنوان: الدعاء حياة دونه ممات!
وندعوكم لولاية محمد وآله الطاهرين والبراءة من أعدائهم ليتحقق أول شرط من شروط استجابة الدعاء.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 17 محرم الحرام 1434 هجرية