أرجوك وأتمنى عليك مستقبلا ألاّ تسب أو تتهم بالفسق أو الكفر من لا يتفق مع رأيك

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

إلى مقام الشيخ المحترم ياسر الحبيب الموقر

السلام عليكم
نحن لفيف من الآساتذة الجامعيين عملنا بعدة جامعات لآكثر من ثلاثون سنة درسنا بجامعات عالمية في العراق وفي الوطن العربي وفي انكلترا والان نحن نعمل وندرس في امريكا منهجنا وفلسفتنا ان لا نتعالى وياخذنا الغرور باراءنا بل يجب احترم الراي الاخر حتى وان كان صادر من طالب او مخالف لرأينا .... منذ ان عرفناك يا شيخ وانت رجل محترم نسمع اراءك وقد نتفق مع الكثير منها بشان بعض الصحابة وبعض زوجات النبي وقد نختلف معك ولكن لم يحدث يومأ ان سفهنا اقوالك او اعتبرناها ليست ذات شان او حتى شتمناك او أتهمناك بالزندقه حاشى لله. من جهة ثانية نحن ابناء المذهب الجعفري الموالين لاهل بيت النبوة لدينا رموز دينية محترمة ونجلهم جدأ سواء نتفق مع اراءهم وفتاويهم ام لم نتفق لكن الامر المهم اننا نحترمهم ولا ندع اي شخص ان يقلل من شانهم ان يتعدى عليهم او يسقطهم كونه مخالف لاراءهم , وهذا امر اعتقد بانك تتفق معنا ان لا نسب او نتهم بالفسق اوالكفر من لم نتفق مع اراءه ذلك لانه قد يملك ادلة اوهي فلسفته الخاصة. ما نود الوصول اليه انك منذ فترة ومع الاسف وجدناك تشتم وتتهم كبار المراجع الشيعية المحترمة لانهم لا يتفقون مع اراءك بشان الصحابة او عائشة ... المهم رايك محترم واراءهم محترمه وكل واحد يستطيع الدفاع عن راية . من هذا المبدأ ارجوك واتمنى عليك مستقبلا ان لا تسب او تتهم بالفسق او الكفر من لا يتفق مع رايك ... وقل كان ذلك راي الوائلي في عائشه اما رايي فغير ذلك وفق ما تسوقه من ادلة ... نفس الشيء ينطبق على رموزنا العظام السيستاني والخوئي والخامنئي وفضل الله ونصر الله والحيدري وعشرات غيرهم ... الواجب مراعات ولائأت ونفسية الشيعة الذين يجلون ويحترمون تلك الاسماء كما انهم يحترمون رايك ايضأ والخلاف في الاراء لا يفسد في الود قضية .... الامر جرحنا كثيرأ وحز في انفسنا عندما تناولت رموز الشيعة بالنعوت غير اللائقة فلا يجوز تسقيطهم امام الاخرين او التشكيك في ثقافاتهم ...قل لي من المستفيد من سبهم او الحط من قدرهم غير اعداء مذهبنا ... الا اذا كنت تقصد ذلك لامر نجهله الان ... بالواقع احترامهم واجب كما ان احترامك واجب بل احترام اي راي شيعي واجب اخلاقي مقدس .... لك احترامنا العالي لو اعتذرت عما قلتة بحق الشيخ الوائلي والسيستاني ونصر الله والحيدري والخامنئي وغيرهم فهم مدارس علمية دينية شيعية محترمة جدأ جدأ بل مقدسة لدى ملايين من اتباع المذهب فلا يجوز ان تنال منهم مجرد انهم لا يتفقون مع اراءك او انك لاتتفق مع اراءهم وكل انسان حر في ثقافتة وفلسفته وعلينا احترام اراءهم ..

اشكر صبرك ولك احترامنا ودمتم

عمك الاستاذ الدكتور عباس صالح البدري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

نعتذرعن التأخر في الرد على رسالتكم نتيجة الكم الهائل من الرسائل الواردة إلينا، ونتيجة المسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتق المكتب، فيُرجى تقبل اعتذارنا إليكم والعذر عند كرام الناس مقبول.

نحيي فيك أيها الدكتور المحترم أدبك في التعبير عن رأيك وملاحظاتك على منهج الشيخ الحبيب، ونورد جوابنا على شكل نقاط كالتالي:

(1) في البداية نلفت نظرك إلى أن الشيخ الحبيب لا يوافق على استخدام مصطلح ”المذهب الجعفري“ لكون التشيع دينٌ وليس مذهبا، حيث المذهب هو الرأي الاجتهادي، بمعنى إلى هذا الرأي في الفقه ذهب الفقيه الفلاني. أما الائمة (عليهم السلام) فهم معصومون قولهم هو قول الله ورسوله (صلى الله عليه وآله). ثمّ إنّ هذا التعبير يعطي تصورا وإيحاءً بكون علوم التشيع مقتصرة على ما جاءنا عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وهذا فيه بخس لبقية الائمة (صلوات الله وسلامه عليهم). نعم كثير من روايات التراث الرافضي وصلتنا عن أبي عبدالله (صلوات الله وسلامه عليه) نتيجة أوضاع وظروف سياسية معينة ولكنّ تلك البحور الزاخرة من الروايات الشريفة يرويها صلوات الله وسلامه عليه عن آبائه الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) عن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله).

(2) الشيخ الحبيب لا يهاجم من يختلف معه في المباحث التي يسعها الاجتهاد وإنما يوجه سهامه لمن يعبثون بالعقائد الثابتة، ومن يحاولون إضفاء القدسية على شخصيات أسقطها الشارع ومن يكون انحرافهم ممنهجا ومن هاجمهم الشيخ هم من تلك الأصناف.

(3) تابع - تفضلاً لا أمراً - (هذه المحاضرة) للشيخ بعنوان: ”لا للملاحاة في ما يسعه الاجتهاد“ لتتمكن من تكوين صورة واضحة حول ما بيناه.

(4) ونرجو منك أيضا قراءة الأجوبة التالية ففيها تفاصيل تتعلق بما جاء من اشكالات في رسالتك (1)، (2)، (3)

(5) لم يتعرض الشيخ بسوء للسيد السيستاني، أو للمحقق الخوئي، أو أي من المراجع العدول المعتبرين، (وهنا جواب) حول تساؤلكم عمّن له المصلحة في المسلك الذي ينتهجه الشيخ تجاه بعض الشخصيات المنحرفة.

شكرا لتواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


ليلة 19 صفر المظفر 1434 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp