هل يوجد نص من معصوم يقول ؛ صفاته عين ذاته
المؤيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): ”لما شبّهه العادلون بالخلق المبعّض المحدود في صفاته، ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته، وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته“ (التوحيد للصدوق ص55). لاحظ الإمام (صلوات الله عليه) يقول: ”بنفسه لا بأداته“ أي أن وجود الله أو صفاته هو عين ذاته.
كما قال صلوات الله عليه: ”أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة (...)“ (الخطبة الأولى من نهج البلاغة).
والمقصود هنا من كلامه صلوات الله عليه أن من كمال الإخلاص له نفي الصفات التي تختلف عن الموصوف، بمعنى أن صفاته هي عين ذاته لا فرق بينهما في الوجود والحقيقة، فنحن نعتقد بأن صفات الله الثبوتية كأنه حي وعالم وقادر وغني وسميع وبصير ونحو ذلك هي عين ذاته تبارك وتعالى، بمعنى أنها غير منفكة عنها ولا زائدة عليها كما يقول الأشاعرة من المخالفين، كما أنها لا ترجع إلى الصفات السلبية أيضا كما يقول المعتزلة من المخالفين. فإن قول الأشاعرة يستلزم تعدد القدماء وتعدد واجب الوجود وهذا عين الشرك بالله سبحانه، وقول المعتزلة يستلزم تجريد الذات الإلهية من أية صفة حقيقية وجعلها في محض السلب والعدم وهذا هو عين الكفر بالله جل وعلا.
وأما نحن فنحافظ على الوحدانية المطلقة لله تعالى، كما نحافظ على إثبات وجوده، ولذا نقول أن صفاته الثبوتية الذاتية هي عين ذاته فوجودها هو وجوده؛ وبذا يكون حيا من حيث كونه عالما وقادرا من حيث كونه غنيا وسميعا من حيث كونه بصيرا وهكذا. أما المخالفون فإما مشركون أو كافرون، ونحن الموحّدون نتبّع أئمتنا (صلوات الله عليهم).
وقد حذّرنا إمامنا سيد الشهداء (صلوات الله عليه) من هؤلاء المارقة حين قال: ”أيها الناس! اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبّهون الله بأنفسهم، يضاهئون قول الذين كفروا من أهل الكتاب، بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (...) ولا سميٌّ له يشابهه ولا مثلٌ له يشاكله (...) لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد، ما تُصُوِّرَ في الأوهام فهو خلافه“. (تحف العقول ص244).
شكرا لحسن التواصل.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 16 ربيع الآخرة 1436 هجرية