السلام عليكم شيخنا الفاضل الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله
ورد في كتاب نفس الرحمن رواية تقول : أن لو فقد الإسلام لوجد في هجر .
هل هذه الرواية صحيحة ؟
وما تعليق الشيخ عليها مع العلم أنا من الأحساء وفيها من الأماكن الفاسدة ومن أهالي المنطقة حدث ولا حرج !؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ أفاد أن هذا الحديث نقله المحدث النوري عن الحسين بن حمدان الخصيبي بسنده عن الباقر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
أما من ناحية السند فلا قوة له، وأما من ناحية المتن فإنه قوي لاعتضاده بأحاديث مستفيضة عن بعض مضامينه، فإن في الحديث: «لو فُقد الإسلام من الأرض لوُجد في هجر، ولو بلغ عنان السماء لما ناله إلا أولاد فارس». ومعلومٌ أن هذا الأخير مستفيض، فتحقق الاعتضاد، بل يعتضد الأول أيضا بما جاء عن بعض الأئمة عليهم السلام في مدح قوم هجر كعبد القيس وربيعة.
وأما ما يُشاهَد من بعض المفاسد في تلك البلاد فليس بناقضٍ للحديث لأن أمثال هذه المفاسد موجودة في كل مكان حتى في مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل لعل المفاسد في بلاد هجر أقل بكثير من كثير من البلاد الإسلامية الأخرى، فإنه لا يزال الغالب على أهل بلاد هجر الالتزام الديني والمحافظة الأخلاقية.
والحديث ليس يعني خلو بلاد هجر من بعض المفاسد التي قد يرتكبها بعض الناس بل يعني أنه لو فُقِد الاعتقاد الإسلامي الصحيح فإنه يمكن العثور عليه في بلاد هجر، وهذا أمر ملموس فإن الهجريين كانوا ومازالوا مسلمين شيعة رافضة متمسكين بالعقيدة الإسلامية الصحيحة القائمة على الولاية لآل النبي صلوات الله عليهم والبراءة من أعدائهم عليهم لعنة الله.
مكتب الشيخ الحبيب ــ لندن
18 شعبان 1437 هجرية