من الرحمة الإلهية أن يرجعنا للعدم إذا فشلنا في الاختبار لا أن يدخلنا النار!؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أحد ينكر انه يريد ان يدخل الجنة لكن الله لم يخيرنا في خلقنا اي انه خلقنا رغما عنا ثم خيرنا ان نكون مخيرين او مسيرين فأين الرحمة اذا فشلنا في الاختبار ان يدخلنا النار سيكون من الرحمة ان يرجعنا للعدم اذا كنّا لا نستحق الجنة
انتظر الجراب بفارغ الصبر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

بمراجعة الشيخ:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: في السؤال مغالطة منطقية فإن المعدوم لا يُخيَّر لكونه معدوماً لا وجود له، إنما يصح تخييره بعد وجوده، وهذا ما تمّ برحمةٍ من الله تبارك وتعالى. وأما أن يكون جزاء العصيان هو العودة إلى العدم فمغالطة أخرى لأن العدم إنما هو في مقابل الوجود لا الثواب الذي مقابله العقاب، والوجود والعدم كلاهما مشتركان بين المطيعين والعاصين، ولا يصح أن يكون العدم عقاباً وإلا لكان عقاباً للمطيعين قبل وجودهم. ولو أنه قيل للبشر أن جزاء العصيان هو العودة إلى العدم لتجرأوا على العصيان والإجرام أكثر إذ لا يجدون أنفسهم إلا رابحين على كل حال، فغاية ما هنالك من عاقبة هو عودتهم إلى العدم، فلا عقاب ولا عذاب. وهذا بعينه كان اعتقاد المشركين الذين ما كانوا يؤمنون بالمبعث والمعاد «وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ»، وقد أوصلهم هذا الاعتقاد إلى ارتكاب أفظع الجرائم كوأد البنات مثلاً حتى حوّلوا مجتمعهم إلى مجتمع من الذئاب المتوحشة، لأنهم وجدوا أنه لا عقاب يتهددهم وأنه ليس هنالك إلا العودة إلى العدم فقط، وليس هذا بشيءٍ يُخشى منه، فيمكن الاستمتاع بالحياة ولو بالقتل والاغتصاب والنهب والسلب وكل أنواع الجرائم والموبقات ما دام لا خطر إلا العودة إلى العدم.



شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
25 ذو الحجة 1437 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp