كيف يجوز لنا أن نلعن من تسموهما صنمي قريش وهما مدفونين قرب الرسول صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

الفاضل الشيخ الحبيب الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يجمعنا وإياكم لا إله إلا الله وأنا متابع لقناتكم الوليدة وأنا محب للعترة الطاهرة لمحمد صلى الله عليه وآله فمحبتهم من الدين ونتقرب بحبهم إلى الله ... وبعد

لي فقط بعض الملاحظات
كيف يجوز لنا أن نلعن من تسموهما صنمي قريش وهما مدفونين قرب الرسول صلى الله عليه وآله. وكيف نقول عن عائشة وحفصة ملعونتين وهما من أزواج الرسول صلى الله عليه وآله ؟
أما ما شجر بين الصحابة ومن الفتن والحروب بينهم فلماذا لا ندع أمرهم إلى الله بدلاً من لعنهم.
هدانا الله وإياكم لسواء السبيل .

أخوكم أبو محمد من قطر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: إن دفن الملعونيْن بجواره (صلى الله عليه وآله) لم يكن بأمر الله تعالى أو بأمره أو بأمر خليفته الشرعي أو أهل بيته (عليهم السلام) بل كان بأمر الحكومة الانقلابية غير الشرعية، فيكون الدفن غصبيا، وبقاء مدفنهما بجواره (صلى الله عليه وآله) شاهد على هذا الغصب والانتهاك لبيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وكفى به دليلا على سوء عاقبتهما وعاقبة كل من يؤيّدهما. قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ". (الأحزاب: 54) والاحتجاج بأن هذا الدفن قد تم بإذن عائشة (عليها لعائن الله) مردود لأنها لا تملك هذا الحق أصلا، إذ ليس البيت بيتها شرعا.

ثانيا؛ وعلى فرض أن جيفتيهما باقيتان عنده (صلى الله عليه وآله) فإن ذلك لا يعطيهما أية ميزة، فهما في حفرتين من حفر النيران، وهو (صلى الله عليه وآله) في أعلى الجنان. وقد قال دعبل الخزاعي في وصف حال مجاورة قبر الإمام الرضا (عليه السلام) لقبر هارون العباسي عليه لعائن الله:

قبران في طوس خير الناس كلّهم وقبرِ شرّهم هذا من العبرِ
ماينفع الرجسَ من قربِ الزكي وما على الزكيّ بقربِ الرجسِ من ضررِ


ج2: قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة التحريم (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ). فعائشة وحفصة صغت قلوبهما -أي مالت وانحرفت- ولم نجد آية أخرى في القرآن الكريم تذكر توبتهما، لذلك ولغيرها من أسباب كقتلهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله نلعنهما ونتبرأ منهما.

ج3: كيف نترك أمرهم والله سبحانه وتعالى أمرنا باتباع الحق وترك الباطل، وإذا علمنا أن من يسمون بالصحابة قد اقتتلوا فيما بينهم، كان لزاماً علينا معرفة مع من نقف ونتبع. فهل يعقل أن يكون القاتل والمقتول بالجنة؟! كلا، فإن ذلك منافٍ للمنطق والفطرة. فحينما يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مثلاً (يا عمار تقتلك الفئة الباغية)، علمنا أن من قتل عمار من الفئة الباغية، وأن علينا أن نبرأ منهم.


شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
25 ذو الحجة 1437 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp