ما هو دور الإمام الراحل في قيام الثورة الإيرانية؟ ومتى توقف عن تأييدها؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمان الرحيم

سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

فيم يتمثل دور الإمام الشيرازي قدس سره في قيام الثورة الإيرانية ؟ ومتى توقف عن دعمها و لماذا؟ وهل يعني هذا أنه رضوان الله تعالى عليه مع مبدأ الثورة ؟ وهل نحن مطالبون بالدعوة إلى تصحيح الثورة أو الى تجاوزها و طرح البديل ؟ وكيف يكون التصحيح الإسلامي ؟


باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، التي تزامنت مع فاجعة الاعتداء الناصبي الثاني على الحرم العسكري الشريف في سامراء المقدسة. نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من الطالبين بالثأر مع سيدنا الإمام المنتظر أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

كان دوره يتمحور حول تخليص ذلك الرجل من الإعدام، وحشد الرأي العام العالمي معه، ولذا قال وزير خارجية الشاه المخلوع عبارته الشهيرة: ”الخميني فجّر الثورة في قم، والشيرازي أوصل صوتها إلى العالم من كربلاء“.

هو كان مع مبدأ الثورة، إلا أنه اكتشف انحراف مسارها خاصة بعد حادثة اعتقال وسجن آية الله العظمى الشريعتمداري رحمه الله، وبعد استمرار الحرب مع نظام صدام حتى بعد استرجاع الأراضي الإيرانية كلها بل ودخول القوات الإيرانية إلى داخل العراق في الفاو والبصرة، وكان ذلك بعد نحو سنتيْن من بدء نشوب الحرب، حين قبل المقبور صدام بقرار مجلس الأمن وأعلن استسلامه إلا أن ذلك الرجل أصرّ على المضي في الحرب التي كانت عاقبتها نحو مليون قتيل شيعي خلال ثمان سنوات، مضافا إلى انهيار الاقتصاد الإيراني بالكامل، ثم قبل ذلك الرجل بالقرار أيضا وأذعن له متجرّعا كأس السم كما عبّر، وقد كان الإمام الراحل رافضا لاستمرار هذه الحرب الصبيانية المتهوّرة المخالفة لموازين الشرع بعدما تم تحرير الأراضي، وحاول جاهدا في جلساته الخاصة إقناع ذلك الرجل بأن يُعمد إلى سبيل آخر لإسقاط نظام البعث في العراق بتفجير ثورة من الداخل فلم تُجد نصائحه في ذلك. ثم تفاجأ (قدس سره) بأن ذلك الرجل بدأ ينشر مؤلفاته الصوفية العرفانية المنحرفة التي كانت مخفية، فسحب تأييده له ولحكومته كليا.

نعم نحن مطالبون بتصحيح مسار هذه الثورة أو الحكومة حسب المبادئ الإسلامية، والبديل هو قيام شورى الفقهاء المراجع.

وفقكم الله لما تنالون به سعة من رحمته في الدنيا والآخرة. والسلام.

4 من شهر جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp