لماذا أفتى بعض المراجع بجواز القراءة في الصلاة الواجبة بالقراءات السبع؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

من المعروف أن آية البسملة جزء من سورة الفاتحة عند الشيعة الإمامية، و قد أفتى فقهائهم باستحباب الجهر بالبسملة في الصلاة الاخفاتية و وجوبه في الجهرية، و قيل بوجوبه مطلقاً، و الجهر بها في غيرها. عن أمير المؤمنين علي (ع)، أنّه قال: إنّ ﴿بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ آية من فاتحة الكتاب، و هي سبع آيات، تمامها ﴿بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾، سمعت رسول اللّه (ص) يقول: إنّ اللّه عزّ و جلّ قال لي: يا محمد ﴿وَ لَقَد ءَاتَينَـٰكَ سَبعًا مِّنَ ٱلمَثَانِى وَ ٱلقُرءَانَ ٱلعَظِيمَ﴾، فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب و جعلها بإزاء القرآن
العظيم، و إنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش....، روى القمّي في تفسيره، عن ابن اُذينة، قال: قال أبو عبد اللّه الإمام الصادق (ع): ﴿بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾، أحقّ ما أُجْهِرَ به، و هي الآية التي قال اللّه عزّ و جلّ: ﴿وَ إِذَا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِى ٱلقُرءَانِ وَحدَهُ وَلَّواْ عَلَىٰٓ أَدبَـٰرِهِم نُفُورًا﴾ سورة الاسراء (17) الآية 46.
بعد هذه المقدمة القصيرة السؤال للشيخ ياسر الحبيب المحترم:
لماذا أفتى مراجع الشيعة المعاصرين مثل السيد السيستاني و السيد الخوئي و غيرهم بجواز القراءة بالصلاة الواجبة بالقراءات السبعة التي كانت متعارفة في زمن أئمة أهل البيت (ع) مع العلم بأننا إذا تتبعنا هذه القراءات السبعة نجد بأن 3 منهم يقولون بأن آية البسملة العظيمة هي ليست من سورة الفاتحة ؟ هؤلاءالقراء الثلاثة هم:
1- قراءة قالون، و قراءة ورش عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي النعيم المدني.
2- قراءة الدوري و قراءة السوسي، و قراءة هشام، عن أبو عمرو بن العلاء البصري.
3- قراءة ابن ذكوان عن عبد بن عامر اليحصبي الشامي.
مع شكري و امتناني
الدكتور عباس حسن عبد اللطيف
مقاطعة ويلز المملكة المتحدة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أيامكم بذكرى هلاك الطاغية الثاني عمر بن الخطاب لعنه الله.

بمراجعة الشيخ؛

الذاهبون منا إلى إجزاء القراءة بأيٍّ من القراءات المشهورة في أزمنة حضور المعصومين عليهم السلام لا يعنون جواز ترك التلفظ بلفظ من ألفاظ القرآن، وإنما يعنون جواز التلفظ به على أكثر من نحو.
وجميع القراء بمن فيهم المذكورون في السؤال يقرأون البسملة على أنها من القرآن، غير أن الخلاف بينهم في حكمها وأنها جزء من الفاتحة وأوائل السور أم لا؟ يُفصل بها وجوبا بين السور أم لا؟ ونحو ذلك من تفصيل.

أما كهنة العامة فقد أسقط بعضهم كون البسملة آية قرآنية أصلا، كمالك بن أنس تبعا لأئمة الكفر الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان لعنهم الله، فقد أخرج عن أنس بن مالك قال: «قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) إذا افتتح الصلاة». (موطأ مالك - كتاب الصلاة - باب العمل في القراءة - ص72)

واحترازا من وقوع المكلف في غائلة توهم أن الفتوى بإجزاء أيٍّ من القراءات المشهورة تعني جواز ترك البسملة فقد نصّ أصحاب هذه الفتوى على وجوب البسملة وكونها جزءا من الفاتحة، كما تجده مثلا في الرسالة العملية للسيد السيستاني حيث يقول: «تجب قراءة البسملة في سورة الفاتحة لأنها جزء منها». (منهاج الصالحين - المسألة 272)

هذا والمعتمد عند الشيخ عدم إجزاء أيٍّ من القراءات في الصلاة وضرورة الالتزام بقراءة واحدة هي قراءة حفص عن عاصم الكوفي كما نبّه عليه أكثر من مرة في الدروس والمحاضرات، وهو الموافق لفتوى السيد الشيرازي.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

13 ربيع الأول 1438 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp