السلام عليكم
وان كثرت أسئلتي في الفتره الاخيره
لكن ليس لنا باب سوى انتم افيدونا
جزاكم اللة خير الجزاء
شبهه في دعاء رجب يقول المخالفين انتم تقولون في الدعاء «لا فرق بينك وبينهم الا انهم خلقك وعبادك» يقولون انتم تشركون اهل البيت عليهم السلام مع الله وجعلتم الله كائن بشري وبذلك أنتم تجسمون لا نحن
فما هو تعليقكم وجوابكم على هؤلاء
وصل الله على محمد خير البريه وعلى عترته الزكيه
ينصركم الله بنصره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى وفاة السيد إبراهيم بن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.
المقصود من قوله (لا فرق بينك وبينها) هي في مشيئة التصرّف في الكون، لا أنك وهم شيء واحد في الذات.
وقد قال الإمام الصادق صلوات الله عليه: "من شبّه الله بخلقه فهو مشرك، إن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، وكل ما وقع في الوهم فهو بخلافه".
ولو تأملوا جيداً في الدعاء جيداً وفي العبارة هذه بالذات لوجدوا أن الإمام عليه السلام كان يتحدث عن المشيئة:
قال عليه السلام: (أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك)
فالمقصود أن الأئمة عليهم السلام لهم الولاية التكوينية والقدرة على التصرّف بالكون، فالموضوع هنا فيما يتعلق "بالأفعال" وهي منفصلة عن الذات، والمعنى أنّ الله تعالى بإذنه المقارن للتسديد فوّض إليهم أفعالاً هم فيها خلفاء عن الله تعالى ونواب له.
يقول المجدد الشيرازي الثاني "قدس سره":ولما سبق من أن الله سبحانه جعل بيدهم (عليهم السلام) الكون، تصدر منهم (عليهم السلام) الخوارق، معجزة وكرامة، بما أنهم أوعية مشيئة الله تعالى، وكذلك ما سبق من أنه تعالى فوّض إليهم التشريع كما ورد (المفوَّض إليه دين الله). ...ومن سنة الله جعله تعالى التكوين والتشريع بأيديهم (عليهم السلام)، وذلك كأن يجعل الشام عراقاً وبالعكس، وكأن يجعل الرجل امرأة وبالعكس، كما في قصة الإمام الحسن (عليه السلام)...ولم نجد تصرُّفهم (عليهم السلام) في التشريع، وإن كان لهم صلاحية ذلك، ولعل السبب في ذلك أن لا يتخذ الحكّام ذلك ذريعة للتصرّف في الأحكام، وبالرغم من ذلك ترى الحكام قد تصرَّفوا في أحكام الله تعالى كما في المتعتين..
ومما تقدم ثبتت الولاية بمعانيها السبعة: كونهم (عليهم السلام) للتكوين علّة، وطريقاً كطريقيّة عزرائيل للموت، وإنه قائم بهم، وكذلك التشريع: علّة وطريقاً، وقياماً، بإضافة أن لهم (عليهم السلام) الحكومة، حيث لا تلازم بين الأخير وسائر أقسام التشريع. .. ويؤيد ذلك ـ بل يدل عليه ـ التوقيع المروي عن صاحب الزمان (أرواحنا فداه) في دعائه: (أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك، فجعلتهم معادن لكلماتك، وأركاناً لتوحيدك وآياتك، ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان، يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها إلاّ أنهم عبادك وخلقك، فتقتها ورتقتها بيدك، بدؤها منك وعودها إليك، أعضاد وأشهاد ومناة وأذواد وحفظة ورواد، فبهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلاّ أنت) إلى آخر الدعاء...ولعل سر ورود الزيارة الجامعة والدعائين لرجب عنهم (عليهم السلام) لبيان الطريق الوسط بين مادية الخلفاء الذين استهتروا فيها وإفراط المتصوّفة القائلين بوحدة الوجود أو الموجود في تلك الأزمنة المتأخرة. (مقدمة كتاب من فقه الزهراء)
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
17 رجب الأصب 1439 هجرية