السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته،
عندما نتناقش في قضية رضاع الكبير التي ابتدعتها عائشة لعنها الله مع المخالفين، يستخدمون أحاديث من كتاب وسائل الشيعة ليقولوا لنا إنّ رضاع الكبير موجود عند الشيعة أيضًا، وهي الأحاديث التالية:
[25941 ] 3 ـ محمد بن الحسن بإسناده ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا رضع الرجل من لبن امرأة حرم عليه كل شيء من ولدها ، وإن كان من غير الرجل الذي كانت أرضعته بلبنه ، وإذا رضع من لبن رجل حرم عليه كل شيء من ولده ، وإن كان من غير المرأة التي أرضعته .
[ 25944 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ـ يعني عبدالله ـ ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سئل وأنا حاضر ، عن امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها حتى فطمته هل لها أن تبيعه ؟ فقال : لا ، هو ابنها من الرضاعة حرم عليها بيعه واكل ثمنه ، ثمّ قال : أليس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب .
]25947 ] 4 ـ علي بن جعفر في كتابه ، عن أخيه موسى ( عليه السلام ) قال : سألته عن امرأة أرضعت مملوكها ، ما حاله ؟ قال : إذا أرضعته عتق .
فما هو الرد عليهم في هذا الأمر، وما هو المعنى المستفاد من هذه الأحاديث، وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه محاولة مضحكة فاشلة من الطائفة البكرية للفرار من ثبوت فضيحة رضاع الكبير الثابتة على أمهم عائشة لعنها الله، فإن هذه الأحاديث الواردة في مصادرنا ليس لها علاقة برضاع الكبير لا من قريب ولا من بعيد، ولم يقل بهذا فقيه شيعي قط، بخلاف أحاديث عائشة فإنها صريحة في رضاع الكبير، واتفق فقهاء البكرية على ذلك.
إنما جاء لفظ (الرجل) الوارد في الحديث الأول لأنه في ظرف إرادته الزواج يكون رجلا، فلا يجوز لهذا الرجل الذي كانت المرأة قد أرضعته أن يتزوج أيا من أولادها أو أولاد زوجها صاحب اللبن. وليس يُراد بهذا الحديث أنه يمكن للرجل الكبير البالغ أن يرتضع من امرأة.
وأما الحديثان الآخران فهما صريحان في عتق وبنوة الغلام المملوك إذا كانت المرأة الحرة قد أرضعته. وليس يعني جواز إرضاعها الرجل الكبير حتى ولو كان مملوكا.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
21 شعبان المعظم 1439 هجرية