هل تؤيدون المطالبة بتدويل مكة والمدينة والسعي لاستقلال المنطقة الشرقية؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ الفاضل المجاهد ياسر الحبيب حفظك الله تعالى إنا من المعجبين بصراحتكم وبتبيانكم للحقائق وفضحكم للمجرمين ، نسأل الله أن يهدينا ويهديكم سواء السبيل .

شيخنا العزيز إن المرء يحفظ في ولده وتلك الدولة المسماة بالسعودية لا تخاف في الله إلا ولا ذمة في قبور أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تحترم زوار قبره ولا قبور أبناءه صلوات الله عليهم أجمعين كما أنها تدعم المجرمين الإرهابيين الأنجاس وهذا شيخهم أفتى بهدم قبة العسكريين ولم يتحرك أحد بل قد كان تحرك الشيعة في أحداث جنوب لبنان واسرائيل الصهاينة أشد وأكثر بكثير مما هو حاصل بالنسبة للبقيع وللعسكريين (مع تحفظنا على المنهج والأسلوب والكيفية والكم في التعامل مع أحداث لبنان) فما هو رأي الشيخ بالنسبة للتالي من الأمور مجتمعة مع بعضها لتحقيقها أو كوسيلة ضغط وتهديد :

أ‌- السعي والمطالبة بتدويل مكة والمدينة وإخراجها من براثن الحكم الناصبي النجس.

ب‌- استقلال المنطقة الشرقية عن الحكم المسمى بالسعودي حتى لو كان الأمر باستخدام السلاح هذا من الداخل ومن الخارج بمطالبة منظمات المجتمع الدولي والاعلام.

ج‌- إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نهائيا عن مكة والمدينة والمنطقة الشرقية وأماكن الشيعة عموما بنفس الاسلوب أيضا.

د ‌- مقاطعة البضائع السعودية أو تلك الشركات التي ليس لها أي مساهمة أو إعلان إيجابي تجاه قبور البقيع هذا بالنسبة لمن هو داخل الدولة ولمن هو خارجها.

ه- إلغاء أي إساءة أو انتقاص للشيعة من المناهج التعليمية التي تدرس في المدارس أو الجامعات.

و‌- المطالبة بمحاسبة كل من أفتى بفتوى تحث على الارهاب ومحاسبة الجهات الداعمة له .

ز- الخروج بمظاهرات حاشدة وضخمة ولمدة أيام لإثارة القضية وإخراجها إلى السطح .

هذا بالنسبة للمخالفين أما الموقف ممن يدعي التشيع ويتعمد إغفال هذه المسألة فهو فضحه بالوسائل الممكنة والمتاحة ؟

اللهم صلي على محمد وآل محمد وإلعن أعداءهم أجمعين.


باسمه تعالت قدرته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وتقبل الله أعمالكم في هذا الشهر المبارك.
نحن إجمالا نؤيد هذه الخطوات وكل ما من شأنه تغيير الواقع المرير في الجزيرة المحمدية وتخليصها من الحكم الوثني الناصبي الجائر وإعادتها إلى ربوع الإسلام والولاء لا سيما مكة المعظمة والمدينة المنورة، غير أن هذه المهمة الجليلة ينبغي أن يحملها الجيل الصاعد الذي نعقد عليه الآمال بعدما هرم الجيل السابق وانطفأت فيه جذوة الحماس، خاصة وأن هذا الجيل السابق قد خضع لاستغفال مؤسف من قيادات تخلّت في اللحظات الأخيرة عن مبادئها وارتمت في أحضان سلاطين الجور وبدأت تنظِّر للانهزام والتراجع والاستكانة والذوبان في دين المخالفين أملا في الحصول على مزيد من المكاسب الشخصية الدنيوية والشهرة الإعلامية من أولياء النعمة الجُدد! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المطلوب إذن هو التركيز على بناء جيل واعٍ متحمّس عقيديا وفكريا لإحداث التغيير، متميز بالشجاعة الإيمانية والجرأة العملية في شتى الصُّعُد. ولهذا فإن تحقيق الهدف المنشود يتوقّف أولا وقبل كل شيء آخر على تشكيل حلقات الوعي وإعداد الشباب والفتيان إعدادا تربويا طويل المدى، حتى يغدو كل واحد منهم معولا لهدم الباطل وأساسا لتثبيت الحق.

ولا يجب التسرع بخطوات مواجهة تصعيدية دافعها التهوّر ما دمنا لا نمتلك القوة المتكافئة مع الخصم، بل ينبغي أن يكون عملنا في ظل هذه الأجواء كالماء الذي يسري ويفتّ في أركان البناء بهدوء ودون أن يشعر أحد، فيُضعفه حتى ينهار فجأة. هذا في الداخل. أما في الخارج؛ فينبغي الانطلاق في حركة عالمية نشطة للضغط على مراكز صناعة القرار الدولي بهدف إقناعها بتأييد المطالب المشروعة والتخلي عن دعم سلطة آل سعود الإرهابية الإجرامية، فأنت عالم بأن تلك المراكز أو العواصم لو أنها تخلت عن دعم هذه السلطة اليوم، لسقطت في الغد، وهي تحول دون وقوع ذلك خوفا من أن تأتي سلطة أخرى لا تضمن لها مصالحها، ولذا فعلى الساعين نحو التغيير أن يكونوا على قدر من الوعي والفهم يؤهلهم للتعامل مع تلك المراكز على أساس المصالح المتبادلة حتى تطمئن إلى أن التغيير سيكون في صالحها أيضا كما هو في صالحنا وصالح البشرية أجمع، أما استعداء هذه المراكز مع العلم بأن العداء بيننا وبينها ليس مبدئيا بل مصلحي، فهو ضرب من الحماقة التي يغلفها بعض من هم في أوساطنا بغلاف ديني ولو بلوْي الأحاديث الشريفة وصرفها عن معناها!

وعلى أية حال فإن المطلوب كخطوط عريضة لاستراتيجية التحرك يتمحور حول محاور ثلاثة:

المحور الأول؛ التربوي، وبه يتم إعداد الجيل الجديد عقيديا وفكريا بما هو مطلوب، وتخليصه من عُقَد الأجيال السابقة كالتقية المغلوطة والانهزامية والخوف وما إلى ذلك.

المحور الثاني؛ العلاقاتي، وبه يتم حشد التأييد الدولي لقضيتنا العادلة وحقنا في تأسيس الدولة الإسلامية الشيعية الواحدة على كامل الأراضي التي نقطنها كأكثرية.

المحور الثالث؛ الإعلامي، وبه يتم تنوير مختلف العقول بالحقائق المفضية إلى تحقيق الهدف، على أن تكون الوسائل الأعلامية متعددة شكلا ومضمونا ولغةً وأسلوبا.

نعم، يمكن أن نأخذ بعضا من الخطوات التي ذكرتموها كمرحلة عملية انتقالية، وهذا تعليقنا عليها:

أ - جيد وهو سعي مطلوب في هذه المرحلة وقد سبق للإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) أن طرح فكرة تدويل المدن المقدسة في بعض كتبه.

ب - جيد كمرحلة انتقالية أيضا، بشرط أن لا يكون الشعور العام المتولد بسببه استقلاليا انفصاليا، فالمسلم أخ المسلم، والمؤمن أخ المؤمن، واللازم على الشيعي العراقي مثلا أن يسعى للتوحد في كيان واحد مع الشيعي الإيراني والشيعي الأفغاني والشيعي الهندي والشيعي الآذري والشيعي الإحسائي والشيعي البحراني والشيعي اللبناني وهكذا على كلٍّ أن يبادل الآخر بالسعي نفسه والشعور الانتمائي نفسه.. فإنما أمتكم أمة واحدة، ويجب التفكير في بناء دولة عظمى متحدة، لا دويلات منفصلة تكون المواطنة فيها قومية. وعليه فإذا تحقق استقلال الإحساء والقطيف وما جاورهما، يجب التفكير بالتمدد نحو البحرين والكويت وقطر، لتكون البحرين الكبرى، ثم نحو الإمارات وعمان، ثم نحو العراق، ثم نحو إيران، وهكذا، إلى أن يصبح للشيعة دولتهم العالمية المستقلة، لا أن يترسخ الفكر الانفصالي في أذهان الناس. وهذا كله بغير اللجوء إلى السلاح، فإنه لا يستتبع إلا السلاح، وإنما اللازم العمل وفق نظرية اللاعنف، وفيها من القوة ما هو أقوى من قوة السلاح لو كانوا يعقلون، غير أنهم يتسرعون ويريدون النتائج سريعة، ولذلك يخيبون. إن مثل هذه الطموحات الكبرى يجب لتحقيقها أن تكون هناك خطة طويلة المدى، يتميز أهلها بالصبر والحكمة، لا الاستعجال والتهور، ولعلنا لا نشهد تحقق استقلال الإحساء غير أن أبناءنا سيشهدون ذلك إن شاء الله تعالى لو أننا وضعنا لهم اللبنات وأكملوا هم المسيرة. وعلى كل حال فإن السعي لاستقلال الإحساء والقطيف وما جاورهما حكم شرعي بالأصل، إذ لا يجوز أن يتأمر مخالف على مؤمن، ويجب السعي لإزاحة حكمه ونصب الحكومة العادلة.

ج - هذا ربما يتحقق في هذه الأيام لو تكثفت التحركات وتسارعت، فاللازم الضغط والتصعيد تناغما مع الضغط الدولي المتركز على هذه الهيئة الشركية اللعينة.

د - تلك المرتبطة بالنظام السعودي فحكم مقاطعة منتوجاتها واجب شرعا ولا يجوز شراؤها لأنه إعانة للظالمين على ظلمهم، والناس غافلون عن هذه الأحكام وفرحون فقط بمقاطعة الشركات الأميركية والصهيونية مع أن ملاك الحكم واحد!

هـ - يجب فرض ذلك بالعصيان المدني، فيمتنع الطلاب الشيعة مثلا عن حضور المدارس والجامعات بأجمعهم حتى يُحرج النظام عالميا ويضطر لتغيير تلك المناهج.

و - ذلك يتحقق مع تركيز الضغط ورفع الدعاوى القضائية في البلدان الحرة على أولئك المجرمين.

ز - هذا هو المطلوب لتسريع وتيرة التغيير، وينبغي تحمّل ما يتأتى منه من مضاعفات وسلوك سبيل التضحية، فإن لغة الشارع في هذا العصر من أقوى الأسلحة.

أما البتريون ومدعو التشيع والانهزاميون ومن تابعهم فالواجب العمل بالحكم الشرعي المؤدي إلى عزلهم اجتماعيا بشتى الوسائل، ولله الحمد فإن بعض المخلصين يعملون على ذلك، وتصلنا أخبار انفضاض الناس عن تأييد هذا وذاك من المنحرفين عقيديا والبائعين ضمائرهم للسلطان بعد انكشاف نفاق هؤلاء وحقيقتهم. ولذا فنحن نستبشر خيرا بالمستقبل إن شاء الله تعالى، وتحت نظر مولانا ولي الأمر صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه.

ولا يخفى أن الدعاء والابتهال، والتوسل بمقام بقية الله أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، هو أصل تحقق كل أمل ومفتاح كل فرج، ولذا فالواجب إشاعة ثقافة الدعاء والتوسل بين الجماهير بحيث تكون جزءاً حقيقيا من حياة الإنسان في ليله ونهاره. كما أن من المهم التحرك بخطوات ثابتة وتفاعلية سريعة لنشر رسالة أهل البيت (عليهم السلام) في المجتمعات البكرية وهداية أبنائها إلى الإسلام والتشيع، فإن اختراق تلك المجتمعات وضمّها إلى دوحة الإسلام والتشيع هو النجاح الحقيقي وهو ما يجعلنا يوما ما نحرر مكة والمدينة وسامراء وحتى القدس، فما أجمل أن يدخل اليهود والنصارى والبكريون في دين الله أفواجا فتتحرر تلك البقاع المقدسة طواعية.

نسأل الله تعالى أن يرينا ذلك اليوم عاجلا، وأن يعجل فرج وليه القائم المنتظر المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، وأن يجعلنا وإياكم من أنصاره وخُلَّص خدامه والمجاهدين تحت لوائه والمستشهدين بين يديه، إله الحق آمين. والسلام.

الثاني من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp