بسم الله الرحمن الرحيم
السلا م عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
بارك الله فيكم و في جهودكم المبذوله لخدمة الاسلام والمسلمين.
اما بعد ،،
نحن نعلم ان القسم بغير الله هو شرك و الدليل على ذلك الحديث الشريف (من حلف بغير الله فقد كفر) وفي رواية اخري (اشرك) و سؤالي هو:
ان جيش حزب الله عندما يقوم بتخريج الجنود فانهم يؤدون القسم و هو : اقسم بالله العظيم،،اقسم بالمهدي و اقسم بالخميني،،الخ. وقد تم عرض هذا القسم في المحطات التلفزيونيه. اليس هذا شرك بالله تبارك و تعالى؟؟؟ ماهو ردكم؟؟.
و جزاكم الله خيرا
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحديث وارد عن طريق المخالفين لا عن طريق أئمتنا (عليهم السلام) فلا يصح الاحتجاج به. وليس الحلف بغير الله تعالى كفرا ولا شركا، وليس هو بمحرّم، فإنه نوع تغليظ في التأكيد ليس إلا.
نعم؛ إن الحلف بغير الله تعالى لا أثر له شرعا، حيث لا تنقعد اليمين به، ولذا لا يقبله القاضي في الخصومات، كما أن الحنث فيه لا تترتّب عليه كفارة.
وقد حلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغير الله وكذلك فعل الأئمة الأطهار عليهم السلام، وبعض الأحاديث التي تثبت ذلك رواها المخالفون في كتبهم، ومع هذا يستغبون أنفسهم ويهملون التدبر في تلك الأحاديث فيكفِّرون كل من حلف بغير الله ويصمونه بالشرك! ولو صح ذلك لوجب أن يكون النبي الأعظم - حاشاه - أول المشركين!
من تلك الأحاديث ما عن طلحة بن عبيد الله أن رجلا أعرابيا من أهل نجد جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسأله عن الإسلام، فبيَّن له النبي واجبات الدين فتعهد الرجل بأدائها بلا زيادة ولا نقصان، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ”أفلح وأبيه إن صدق“ أو ”دخل الجنة وأبيه إن صدق“. (صحيح مسلم وسنن أبي داود وغيرهما).
فتأمّل كيف أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حلف بوالد ذلك الرجل الأعرابي بقوله: ”وأبيه“. وحتى يُسقط علماء المخالفين دلالة هذا الحديث على جواز الحلف بغير الله تعالى في غير اليمين؛ لجأوا إلى الطعن في رسول الله (صلى الله عليه وآله) بادعائهم أنه قد صدرت منه تلك الكلمة دون قصد حيث كانت تلك هي عادة العرب! ومعنى هذا أن النبي (صلى الله عليه وآله) عندهم قد أشرك بالله تعالى دون قصد فأصبح حاله حال السفهاء والعياذ بالله! فقاتل الله علماء النصب والضلال الذين يسيئون إلى سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) انتصارا لأهوائهم.
ومن الأحاديث التي تثبت الجواز، ما عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام: ”وحقك لقد كان مني في هذه السنة ستُّ عُمَر“. أي أنني اعتمرت ست مرات. (الوسائل ج23 ص263).
وما عن عبد العزيز بن مسلم عن أبي الحسن الثاني الرضا (عليه السلام) في حديث صفة الإمام وإنكاره على من قال بأن الإمام يختاره الناس: ”تعدّوا وبيت الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم“. (المصدر نفسه).
وما عن محمد بن يزيد الطبري عن الرضا (عليه السلام) في إنكار حديث ينسبه الناس إليهم: ”لا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما قلته قط ولا سمعت أحدا من آبائي قاله“. (المصدر نفسه).
وما عن علي بن مهزيار قال: ”قرأت في كتاب لأبي جعفر (الجواد) عليه السلام إلى داود بن القاسم: إني قد جئت وحياتك“. (المصدر نفسه).
إلى غيرها من الأحاديث الشريفة في هذا الباب. وبعض علمائنا قد حكموا بكراهة الحلف بغير الله تعالى لورود بعض الأحاديث التي ظاهرها المنع، لكنها محمولة عندنا على المنع من أن ينزل هذا الحلف منزلة اليمين الشرعي فيرتب الناس عليه الآثار، بدلالة مفهوم حديث الصادق عليه السلام: ”اليمين التي تكفر أن يقول الرجل: لا والله، ونحو ذلك“. (المصدر نفسه).
هذا وبعض المخالفين يجوزون الحلف برسول الله (صلى الله عليه وآله) ويحكمون على الحانث فيه بالكفارة، ومن هؤلاء أحمد بن حنبل على ما روي عنه، وتبعه على ذلك أكثر أصحابه كقاضيهم وابن المنذر وابن عقيل. قال البهوتي الحنبلي: ”ولا كفارة في الحلف بغير الله تعالى ولو حنث لأنها وجبت في الحلف بالله تعالى وصفاته صيانة لأسمائه تعالى، وغيره لا يساويه في ذلك، وعند الأكثر من أصحابنا إلا في الحلف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتجب الكفارة إذا حلف به وحنث ونص عليه في رواية أبي طالب. لأنه أحد شرطي الشهادتين اللتين يصير بهما الكافر مسلما“. (شرح منتهى الإرادات ج6 ص298، وذكره ابن تيمية لعنه الله في مجموع الفتاوى ج1 ص204).
وفقكم الله لمراضيه. والسلام.
8 من شعبان المعظم لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.