سم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين
الطاهرين ، و اللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم من الأولين و الآخرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهنيء سماحة الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظه الله بحلول شهر رمضان
الكريم..و أسأل الله أن يوفقه لما فيه الخير و الفلاح
مولانا الفاضل ما هو الرأي فيمن يقول بتحريف القرآن أو نقصانه من قبل علمائنا..مع العلم بأن القرآن صريح في أن الله سبحانه و تعالى قد تكفل بحفظه ؟ فهل هو كافر ؟ لأنه مكذب لما جاء في صريح القرآن ؟
مع خالص تمنياتي لكم بالتوفيق و النصرة و لا تنسونا من دعائكم حفظكم الله
و شكرا
باسمه عز اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان القائل بالتحريف يقول بذلك لشبهة فلا يجوز تكفيره، أما إذا كان يقصد تكذيب القرآن المعتقد بنزوله فنعم، ولا أحد قصد ذلك فالذين يقولون بالتحريف لم يقولوا بذلك بقصد التكذيب وإنما عن شبهة، كتأويل آية حفظ القرآن بأن المقصود بها حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله. لأن الآية الكريمة نصّها: ”إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ“. (الحجر: 10)، فيقولون مثلا أن (الذكر) هنا هو رسول الله صلى الله عليه وآله، بدلالة آيات أخرى هي قوله تعالى: ”قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا، رَّسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ“. (الطلاق: 11-12). فهذا الذي يكون قوله بالتحريف ناشئا من مثل هذه الشبهة لا يجوز تكفيره وإنما ينبغي محاورته وهدايته.
وفقكم الله لمراضيه وجعلكم في عليّين. والسلام.
الثامن من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.