السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد النواصب استشكل على أحد الأخوة الرافضة حول موضوع العصمة قال : (طبعا بعد ان استشهد برواية من -بحار الأنوار ،ج٤٧ ، ص٣٥٦- عندها قال : علي رضي الله عنه نادم على يوم الجمل ويقول لم اك اعلم ان الامر سيبلغ هذا المبلغ والسؤال يا سبئية؟ اين العصمة ؟ اين علم الغيب ؟ وانه يعلم ماكان وما سيكون وما هو كائن الى يوم القيامة ومن المخطي ومن المصيب علي أم ابنه الحسن الذي نهاه عن الحرب) أرجو ان تردوا على هذا الناصبي ولكم جزيل الشكر والتقدير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
هذا الناصبي أحمق وجاهل بل مثله كمثل الحمار يحمل أسفارا! ولا عجب فإنه متبع لعمر بن الخطاب الذي قال فيه بلال بن رباح أنه أضل من حمار أهله!
هذا الناصبي الأحمق لو أنه قرأ الرواية بتمامها لعرف أن هذا ليس قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ولا بقول إمام معصوم! وإنما هذا قول من دخل على الإمام الصادق صلوات الله عليه وكان يحدِّث مما حفظه من أحاديث بأمر الإمام، وكان يحدَّث عمن سمع منهم عن جعفر بن محمد أيضا وما كان يعلم هذا الرجل أنه جالس في محضر الإمام جعفر بن محمد الصادق! وقد طلب الإمام عليه السلام منه أن يحدِّثه مما سمع بقوله له -زدنا-، كما سيتبين من نقل صدر الرواية التي أوردها العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج47 ص354:
رجال الكشي: وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله قال: أتى قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه الحديث من الأمصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا فقال: كيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه، لا يبالون ممن أخذوا، فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم قال: فحدثني ببعض ما سمعت.
قال: إنما جئت لأسمع منك، لم أجئ أحدثك، وقال للاخر: ذلك ما يمنعه أن يحدثني ما سمع؟ قال: تتفضل أن تحدثني بما سمعت، أجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا؟ قال: لا قال: فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: النبيذ كله حلال إلا الخمر، ثم سكت فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال: من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع، ومن لم يأكل الجريث (1) وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر، ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبائح فقد أكلها علي عليه السلام وقال: كلوها، فان الله تعالى يقول: "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم" ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا .. (…) قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت قال له الحسن: يا أبت أليس قد نهيتك عن هذا الخروج؟ فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا. (…)
قال -ميمون بن عبد الله-: فضاق بي البيت وعرقت، وكدت أن أخرج من مسكي فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله عليه السلام فكففت فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة قال: هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد تعرفه؟
قال: لا قال: فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهده الأحاديث عندك حق؟ قال: نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ قال: إلا أنها أحاديث أهل مصرنا، منذ دهرنا لا يمترون فيها. قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب، وقال: لا أعرفها ولم أحدث بها، هل كنت تصدقه؟ قال: لا قال: لم؟ قال: لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عتق رجل لجاز قوله، فقال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم حدثني أبي، عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال: ما تسأل عن اسمي إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، ثم أسكنها الهواء، فما تعارف منها ثم ائتلف ههنا، وما تناكر ثم اختلف ههنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا وإن أدرك الدجال آمن به، وإن لم يدركه آمن به في قبره، يا غلام ضع لي ماءا وغمزني وقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا، وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه.
ثم إنه خرج ووجهه منقبض فقال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت: أصلحك الله ما هؤلاء، وما حديثهم؟ [قال أعجب حديثهم] كان عندي الكذب علي والحكاية عني، ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم: لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم، ولا أملى لهم ثم قال لنا: إن عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قال على أطرافها ثم قال: لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا، وأسرعها خرابا، وأشدها عذابا، فيك الداء الدوي، قيل: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله، وسخط نبيه صلى الله عليه وآله وكذبهم علينا أهل البيت، واستحلالهم الكذب علينا”. انتهى
وها أنت ترى يا أخانا الكريم أن الرواية ليس كما قال هذا الناصبي الحمار وأنها بخلاف ما أراده! وقد كذَّب على الإمام عليه السلام كما كذَّب أسلافه على الإمام عليه السلام، فهذا الخلف الطالح من ذاك السلف الطالح، فلعنة الله على القوم الكاذبين!
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
7 ذو الحجة 1441 هجرية