بسم الله الرحمان الرحيم
سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال تعالى» إن الذين امنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من امن بالله واليوم الآخر و عمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون «هل يمكن أن نفهم من هذه الآية أن اهل الكتاب سيدخلون الجنة أيضا؟
ودمتم بخير والسلام عليكم
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى وفاة سيدتنا الصديقة أم المؤمنين خديجة الكبرى صلوات الله وسلامه عليها.
الناجون من هؤلاء هم أولئك الذين آمنوا وعملوا صالحا ولم تصلهم دعوة الإسلام الحق، لا الذين وصلتهم الدعوة ولم يؤمنوا. وبعبارة أخرى هم أولئك الجهلة القاصرون، أو المستضعفون، فهم يدخلون الجنة برحمة الله تبارك وتعالى، على أن يكونوا قد التزموا بما كانوا مكلفين به كحدٍّ أدنى للإيمان وهو الإيمان بالله الواحد وباليوم الآخر، وأن لا يكونوا قد ظلموا أنفسهم أو ظلموا غيرهم، فتكون أعمالهم صالحة، فهؤلاء لهم أجرهم عند ربّهم لسلامة نيّاتهم وصلاح أعمالهم، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أما الذين آمنوا والذين تصدّروا الآية، فالمطلوب منهم الإيمان حقيقة بالله واليوم والآخر لضمان النجاة، فحيث قد وصلتهم دعوة الإسلام الحق؛ فعليهم الالتزام بها ولا ينفعهم الاعتذار بجهلهم أو قصورهم.
شرح الله صدركم للإسلام والإيمان وتقبل أعمالكم في هذا الشهر الفضيل. والسلام.
ليلة العاشر من شهر رمضان لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.