ما الدليل على أن الحسنات تنقل من أعداء العترة إلى شيعتهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

ما هو الدليل على جواز تحمل سيئات غيرك يوم القيامة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن النصوص من القرآن الكريم العزيز ومن الروايات الشريفة الكثيرة هي الدليل على ذلك الأمر، وكذلك الدليل العقلي. فكيف يمكن لمن قام بتعريض الناس للانحراف وتضليلهم أن يفلت من العقاب؟ والله جل جلاله عادل حكيم.

ولعل هذه الرواية الشريفة التي رواها شيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليه في كتابه (علل الشرائع) توضح لك الدليل على ذلك (نضع لكم محل الشاهد):

"قال الليثي: فكأني لم أعقل الآيات وأنا أقرأها أربعين سنة إلا ذلك اليوم فقلت يا بن رسول الله (الإمام الباقر عليه السلام) ما أعجب هذا تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم، وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم؟! قال: أي والله الذي لا إله إلا هو فالق الحبة وبارئ النسمة وفاطر الأرض والسماء ما أخبرتك إلا بالحق وما أنبئتك إلا الصدق وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، وان ما أخبرتك لموجود في القرآن كله، قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن، قال: نعم يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن، أتحب ان اقرأ ذلك عليك؟ قلت بلى يا بن رسول الله، فقال: قال الله تعالى (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ انهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) الآية، أزيدك يا إبراهيم قلت بلى يا بن رسول الله قال (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون) أتحب ان أزيدك؟ قلت: بلى يا بن رسول الله، قال: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات، ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات، وجلال الله ان هذا لمن عدله وانصافه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو السميع العليم، ألم أبين لك أمر المزاج والطينتين من القرآن؟ قلت: بلى يا بن رسول الله، قال: اقرأ يا إبراهيم: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض) يعني من الأرض الطيبة والأرض المنتنة (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) يقول لا يفتخر أحدكم بكثرة صلاته وصيامه وزكاته ونسكه لأن الله تعالى أعلم من اتقى منكم فإن ذلك من قبل اللمم - وهو المزاج - أزيدك يا إبراهيم، قلت: بلى يا رسول الله قال: (كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) يعني أئمة الجور دون أئمة الحق (ويحسبون انهم مهتدون) خذها إليك يا أبا إسحاق فوالله إنه لمن غرر أحاديثنا وباطن سرايرنا ومكنون خزائننا، وانصرف ولا تطلع على سرنا أحدا إلا مؤمنا مستبصرا فإنك إن أذعت سرنا بليت في نفسك ومالك وأهلك وولدك" (علل الشرائع ج2 ص606 إلى 610)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

12 ربيع الآخر 1442 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp