سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بخصوص الرجعة هل هي من ضروريات الدين او لا وهل الرجعة عند اهل البيت تختلف عن الرجعه عند العلماء؟ السيد الخوئي يقول ليس من الضروري الاعتقاد بالرجعة وهذا نص كلامه
( المقصود منها رجوع بعض من فارق الدنيا إليها قبل يوم البعث الاكبر ولكن ليست من الضروري الذي يجب الاعتقاد به . انتهى ) في حين نرى قول لاحد الائمة يقول ( ليس منا من لم يؤمن برجعتنا ) وايضا يوجد قول عن الصادق ( عليه السلام ) قال: «ليس منّا من لم يؤمن بكرتنا، ويستحل متعتنا» هل العلماء خالفوا آل محمد في موضوع الرجعة ؟ لان الذين لا يعتقدون بالتقليد يقولون ان العلماء خالفوا اهل البيت نريد توضيح من الشيخ ياسر الحبيب اتمنى ان تعرضوا هذا السؤال عليه اريد الجواب منه جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن هذا من ضيق عطن الحشوية الجدد حيث لا يفهمون كلام العلماء. إن العالم في مقام الإفتاء إذا نفى الضروري عن شيء فإنما ينفي عدم الإعذار بمثل الجهل والاشتباه ونحوهما في تحقق أو بقاء تلبس الإنسان بصفةٍ ما أو ترتب حكمٍ ما عليه، لا أنه ينفي بذلك يقينية الشيء اعتقادا.
والرجعة من هذا القبيل، فإن شأنها ليس كشأن الإمامة ولوازمها كوجوب الطاعة مثلا، فإن غير المعتقد بها لا يمكن الحكم بتلبسه بصفة الشيعي وإن ادعاها، لأنها ضرورية في تحقق هذه الصفة، فيكون خارجا عن التشيع وإن كان عن جهل أو اشتباه أو حتى قصور. أما الرجعة فليست كذلك؛ فإن غير المعتقد بها عن جهل أو اشتباه أو قصور يبقى شيعيا، نعم لو كان عن عناد وجحود خرج عن التشيع، وذلك لأنها يقينية اعتقادا، وهذا ما نص عليه المرجع الخوئي حينما سئل عنها إذ قال: «ليست من أصول المذهب ولكنها ثابتة يقينًا لورود أخبار معتبرة فيها، ولا يبعد تواترها إجمالا، والله العالم» (صراط النجاة ج3 ص420).
ولتلميذه المرجع التبريزي توضيح أكثر لمعنى نفي كونها من الأصول أو الضروريات مع كونها حقا ويقينا، وأن الإعذار إنما يكون لمثل الجاهل بها، إذ يقول: «إن الرجعة حق، وليس من الضروريات، بل من المسلَّمات عند العلماء في الجملة، ولا يخرج الشخص بجهله كونها من المسلَّمات عن الإيمان والإسلام، والله العالم» (صراط النجاة ج5 ص290).
وعليه فدعوى الحشوية البلهاء المنكرين للتقليد أن علماءنا خالفوا أئمتنا عليهم السلام في موضوع الرجعة؛ ليست سوى دعوى تحاملية منشأها الجهل وسوء الفهم، فإن علماءنا العدول متفقون على أن عقيدة الرجعة يقينية وأنها من المسلَّمات التي لا نقاش فيها. وفي الحكمة العلوية الشريفة: «لو سكت الجاهل ما اختلف الناس» (كشف الغمة ج3 ص139).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
21 ربيع الآخر 1443 هجرية