استمعت للقاء تلفزيوني مع استاذ الفقه المقارن في الازهر الشيخ سعد الدين الهلالي وهو يتحدث عن التشيع وائمته واعتقاد الشيعه بالامامة
فعند وصوله للامام الجواد ذكر ان عمره صغير حين تولى الامامة وقال اترك الحكم للمشاهدين هل يصح ان يتولى الامامه في هذا العمر على الرغم من انه لم يتهجم على التشيع العظيم
يرجى من فضيلة الشيخ المجاهد حشره الله مع السيدة الزهراء ان شاء الله ان يخصص حلقه عن عمر بعض الائمة الصغير وهل البلوغ شرط من شروط الامامه هذا ودمتم لخدمة اهل بيت المصطفى صلوات الله عليه وعلى اله ولعن اعدائهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام السجاد عليه السلام، ولعنة الله على قاتليه.
هذا ينم عن جهل القائل، ولذا نجيب هذا الأبله جوابا نقضيا فنقول له وهل يصح أن يتولى يحيى عليه السلام الحكم والنبوة وهو صبي (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)، وكذا عيسى عليه السلام (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (30) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)؟! فإن كانت النبوة، وهي في المعتقد البكري أعلى مرتبة، يتولاها من كان صبيا، فلا مانع أن يتولى الإمامة من كان في عمر النبي يحيى أو عيسى عليهما السلام؟!
أما حليًا؛ من جواب سابق: ”فإن الإمام المعصوم يكون راشدا منذ نعومة أظفاره بل من لحظة ولادته وليس مثل باقي البشر، وذلك لأنه أصلا نور من الأنوار المحدقة بعرش الله تعالى قبل الخلق، ويكون محدَّثا من الله تعالى مباشرة، ويوحى إليه مثل الأنبياء عليهم السلام“.
وقد أجاب الإمام الجواد عليه السلام عمن أنكر عليه حداثة سنه كما رواه ثقة الإسلام الكليني رحمه الله في الكافي الشريف عن علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: قال علي بن حسان لأبي جعفر عليه السلام: يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك، فقال: وما ينكرون من ذلك قول الله عز وجل؟ لقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني (4) " فوالله ما تبعه إلا علي عليه السلام وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين.
وعن الخيراني، عن أبيه قال: كنت واقفا بين يدي أبي الحسن عليه السلام بخراسان، فقال له قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال: إلى أبي جعفر أبني، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر عليه السلام، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم عليه السلام رسولا، نبيا، صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
27 محرم الحرام 1443 هجرية