بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

ليس لهذا صحة، فما كانت دعوى كون مرجانة من بنات الملوك إلا دعوى مخترعة بعدية لتفخيم شأن الدعي بن الدعي، وما جاءت إلا على التمريض، كما عند الذهبي هكذا: «وقيل: كانت أمه مرجانة من بنات ملوك الفرس» (سير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص545)، وعند ابن كثير هكذا: «وقيل: أرادوا أنه كانت فيه لكنة من كلام العجم، فإن أمه مرجانة كانت سرية، وكانت بنت بعض ملوك الأعاجم؛ يزدجرد أو غيره» (البداية والنهاية لابن كثير ج12 ص52). وكلاهما كما ترى.

أما النسابة الأخباري الشهير المتقدم ابن الكلبي؛ فلقد أثبت أصل هذه الفاجرة، وهي مرجانة بنت نوف من بني سلول، وقد كانت أمةً لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت يتردد عليها الرجال ومنهم زياد بن أبيه، فلما استبان حملها من الزنا باعها عبد الرحمن لأبي مرة بن خارق من بني قيس بن ثعلبة، فولدت على فراشه عبادا وعبيد الله «ولمّا أُذن لزياد بن سمية بالحج، تجهّز للسفر، فبينما هو يتجهز وأصحاب القرب يعرضون عليه قربهم؛ تقدَّم عباد - وكان جزّارا - فكان يعرض عليه ويحاوره ويجيبه، فقال زياد: ويحك من أنت؟ قال: أنا ابنك! قال: أي بَنِيَّ؟! قال: أنا ابن مرجانة من بني سلول التي وقعت عليها حتى أحبلتها فولدتني، وكنت في بني قيس بن ثعلبة وأنا مملوك لهم. قال: صدقت! وهل لك أخ؟ قال: نعم؛ عبيد الله. فبعث إليهما فاشتراهما وادعاهما! وصار يتعهد بني قيس بن ثعلبة ويصلهم» (راجع الزنا والشذوذ في التاريخ العربي للخطيب العدناني ص50 عن ابن الكلبي).

ثم إن زيادا زوَّج أمهما مرجانة من شيرويه الأسواري الفارسي، ودفع إليها عبيد الله تربيه، فنشأ بالأساورة الأعاجم، ولهذا كانت في لسانه لكنة، ينطق الحاء هاءًا، فيقول مثلا: هروري بدلا من حروري (راجع المعارف لابن قتيبة ص347). 

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

12 صفر الأحزان 1443 هجرية

شارك الإجابة على