السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف نجمع بين هذه العبارة الواردة في زيارة الغدير (شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ جَمِيعَ حُرُوبِهِ وَمَغازِيهِ) وبين أن الأمير (عليه السلام) لم يشهد تبوك مع الانتباه للفرق ما بين المعارك والغزوات ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قاتليهم أجمعين.
هذه العبارة المراد بها الحرب أو الغزوة التي وقع فيها قتال حيث كان لأمير المؤمنين صلوات الله عليه الدور الحاسم في حسمها، وأما تبوك فكما هو معلوم لم تجر فيها حرب ولا نشب فيها قتال أصلا. ومع ذلك فهو عليه السلام قد اعتبره الله ورسوله صلى الله عليه وآله مشاركا فيها ولذلك قُسم له سهمه بل أضيف إليه سهم آخر من جبريل عليه السلام، ففي السيرة الحلبية يروي الحلبي هذا الأثر الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وآله ”جلس في المسجد يقسم غنائم تبوك فدفع لكل واحد سهما ودفع لعلي كرم الله وجهه سهمين فقام زائدة بن الأكوع وقال يا رسول الله أوحي نزل من السماء أم أمر من نفسك فقال صلى الله عليه وسلم أنشدكم الله هل رأيتم في ميمنتكم صاحب الفرس الأغر المحجل والعمامة الخضراء بها ذؤابتان مرخاتين على كتفيه بيده حربة قد حمل بها على الميمنة فأزالها قالوا نعم قال هو جبريل عليه الصلاة والسلام وإنه امرني أن ادفع سهمه لعلي فقال زائدة حبذا سهم مسهم“.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
2 صفر الأحزان 1444 هجرية