هل صيغة هذا اللعن واردة عن المعصوم؟ وما هي أوراد اللعن التي تنصحون بها؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

شيخنا الجليل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي ورد أُردده الف مره للملمات ومصاعب الزمان
علما أني أعمل بالتجاره وأحتاج لتوفيق الله عبر أئمة الهدى عليهم السلام
ولكني لا أعرف ان كان صادرا عنهم عليهم السلام أم لا
وهل ترديدي اياه الفا يعتبر بدعة مني
وهو "اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم عمر"
وانا باذن الله لا أتركه يوميا 100مره
هل فعلي صحيح من ناحية العدد والصيغه حيث أنها لم ترد عنهم عليهم أفضل الصلاة والسلام
وأُريد منكم وردا مجربا في اللعن أُردده يوميا
خصوصا اذا كان واردا عن أهل بيت الهدى عليهم السلام
أسألكم الدعاء ولكم الاجر والثواب من الله
بشير
السعوديه
القطيف


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الدعاء - بهذه الصيغة - وإنْ لم يؤثر عن المعصوم (عليه السلام) إلا أنه موافق لما أمر به، وقد أنشأه المحقّق التويسركاني في كتابه الأخلاقي ”لئالئ الأخبار“ فقال: ”تنبيه: اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم - عليهم اللعنة - إذا كنت في المبال، فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال: اللهم العن عمر، ثم أبا بكر وعمر، ثم عثمان وعمر، ثم معاوية وعمر، ثم يزيد وعمر، ثم ابن زياد وعمر، ثم ابن سعد وعمر، ثم شمر وعمر، ثم عسكرهم وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهند وأم الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة“. (لئالئ الأخبار ج4 ص94).
وقد كان الإمام الصادق (صلوات الله عليه) يلتزم بلعن هؤلاء في دبر كل صلاة، كما رواه الكليني (عليه الرحمة والرضوان) بسنده عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: ”سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية“. (الكافي ج3 ص342).
وليس في إنشاء دعاءٍ حُرمة أو إشكال شرعي ما دام موافقا لعموم أمر المعصوم (عليه السلام) وإن تعدّدت صيغه، بشرط أن لا يُنسب هذا الدعاء بصيغته المصنوعة إلى المعصوم عليه السلام، وبشرط أن يكون صانع هذا الدعاء من العلماء المستبصرين البالغين بعلمهم ما ينبغي لئلا يكون في الدعاء ما هو خلاف الأصول.
والدليل على الجواز ما رواه المجلسي عن خط الشهيد الأول (رضوان الله تعالى عليهما) عن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: ”قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الدعاء يردّ البلاء وقد أُبرِم إبراما. قال الوشاء: فقلت لعبد الله بن سنان: هل في ذلك دعاء موقت؟ فقال: أما إني سألت الصادق عليه السلام فقال: نعم، أما دعاء الشيعة المستضعفين ففي كل علة دعاء موقت، وأما المستبصرون البالغون فدعاؤهم لا يُحجَب“. (البحار ج91 ص88). وفي رواية ابن سابور الزيات: ”وأما دعاء المستبصرين فليس في شيء من ذلك دعاء موقت لأن المستبصرين البالغين دعاؤهم لا يُحجَب“. (طب الأئمة عليهم السلام ص16).
ومعنى ”الدعاء الموقت“ أي الدعاء المعيّن الذي يجب عدم التصرّف في ألفاظه وصيغه، وحيث أجاز الإمام (عليه السلام) للعلماء أن ينشئوا أدعية فإنك ترى كثيرا من علمائنا قد قام بذلك، ودونك كتب الأدعية المشهورة.
وعليه؛ فإن التزامك بصيغة الدعاء هذه التي أنشأها عالم محقق؛ ليس بدعة ولا إشكال فيه، ما دام موافقا لما أمر به المعصوم (عليه السلام) وغير منسوب إليه بعينه. وقد روى إمامنا العسكري عن جدّه زين العابدين (عليهما السلام) أنه قال: ”إن من عظيم ما يتقرّب به خيار أملاك الحجب والسماوات؛ الصلاة على محبينا أهل البيت و اللعن على شانئينا“. (تفسير الإمام ص618).
أما عن أدعية اللعن وأورادها، فاعلم أن لعن أعداء الله ورسوله له فضل عظيم حتى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ”اللعن أفضل من السلام وردّ السلام ومن الصلاة على محمد وآل محمد“! (مجمع النورين وملتقى البحرين للمرندي ج2 ص292 عن خط الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه).
وأثر اللعن عجيب في قضاء الحوائج وحسن العواقب، مهما كانت صيغة هذا اللعن. نعم، صيغة المعصوم هي الأولى، وهناك أدعية مطوّلة في اللعن كدعاء صنمي قريش لأمير المؤمنين عليه السلام، ودعاء اللعن للصادق عليه السلام، ودعاء اللعن للرضا عليه السلام، وغيرها، وهناك منها ما هو مختصر يفيدك في أورادك ومنها:
• ”اللهم العن الجبت والطاغوت“ فإن من قالها كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحى عنه سبعين ألف ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف ألف درجة. ورد ذلك عن إمامنا زين العابدين عليه السلام. (الصحيفة السجادية ص51).
• ”اللهم العن أعداء نبيّك وآل نبيّك لعنا وبيلا، اللهم العن الجبت والطاغوت والفراعنة، إنك على كل شيء قدير“. ورد ذلك عن إمامنا الصادق عليه السلام. (كامل الزيارات ص408).
• ”اللهم العن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم“ ورد ذلك عن إمامنا الصادق (عليه السلام) على ما مرّ عليك.
• ”اللهم العن أبا بكر وعمر والفرق المختلفة على رسولك وولاة الأمر بعد رسولك والأئمة من بعده وشيعتهم“. ورد ذلك عن إمامنا الصادق عليه السلام. (الكافي ج2 ص530).
وفقكم الله لنيل شفاعة النبي وآله صلوات الله عليهم. والسلام.

ليلة الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp