السلام عليكم شيخنا الحبيب ! أود أن أطرح سؤالاً لم اجد من يجيبني عليه سواك ! ما قصة ( عمران بن علي بن ابي طالب ) المدفون في ( العراق - بابل ) والمكتوب على ضريحه أنه استشهد في 38 هـ في النهروان .. .. وهل هو نفسه ( عمر بن علي ) ! فقد بحثت في المصادر فوجدت أن ( عمر بن علي ) قد شهد واقعة الطف .. أرجو الجواب شيخنا الفاضل وشكرا جزيلا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد سيدنا الحمزة بن عبد المطلب عليهما السلام، ولعنة الله على قاتليه.
بمراجعة الشيخ،
لا نعلم في أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ولدا باسم عمران، فقد اقتصر ذكره على بعض المصنفات المتأخرة كتحفة العالم للسيد جعفر بحر العلوم إذ قال: «وعمران بن علي أصيب جريحا في النهروان، وقبره في بابل معلوم» (تحفة العالم ج1 ص459).
واحتمل بعضهم أن يكون اسمه مصحَّف (عمر) وأنه ابن الصهباء التغلبية أم حبيب، غير أن ذلك لا يصح، فإن عمر هذا - وهو الأطرف - معروف مذموم قد مات بينبع. فلا بد - إن كان لمن في بابل وجود - أن يكون غيره، وقد ذكر صاحب المجدي أن ثمة آخر باسم (عمر) هو الأصغر، ولعله مصحّف (عمرو) لما نجده مضبوطا في بعض التراجم، ولما ذكروا من أن (عمر الأصغر) قد استشهد في الطف. غير أن هذا الأخير غير محرز.
ولا نعلم من قصته أكثر مما ذكره صاحب تحفة العالم، وما ذكره صاحب مراقد المعارف. قال: «وحدَّث بعض العلماء مذاكرة أنه عثر في جملة مطالعاته على قول لبعض أرباب السير القدامى بأن عمران بن علي عليه السلام أصيب جريحًا في معركة النهروان، وحُمل إلى الكوفة، وبهذه الناحية توفي وأقبر في بابل. وحدثني بعض أرباب الأثر والتاريخ من أصحابنا أنه لما ظهر هذا القبر بعد اندراسه سنين طوال؛ وُجدت عليه صخرة تصرح بأنه قبر عمران بن علي أمير المؤمنين عليه السلام» (مراقد المعارف لحرز الدين ج2 ص129)
وأما ذكر عمران في من شارك في الطف؛ فهو مصحَّف (عثمان) الذي هو أخو العباس ابن أم البنين الكلابية، عليهم جميعا سلام الله.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
14 شوال 1445 هجرية