السلام عليكم، كيف نتعامل مع هذه الرواية. الإختصاص: في أن رجلا من أهل السواد سلم على الصادق (عليه السلام) وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فلم ينكر عليه - الخبر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللفظ الصحيح لهذه الرواية كما أورده الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص هو ذا:
عن أبي الصباح مولى آل سام، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وأبو المغرا إذ دخل علينا رجل من أهل السواد فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، قال له أبو عبد الله: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم اجتذبه وأجلسه إلى جنبه، فقلت لأبي المغرا أو قال لي أبو المغرا: إن هذا الاسم ما كنت أرى أحدا يسلم به إلا على أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا الصباح إنه لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما لآخرنا ما لأولنا.
وقد علق عليها العلامة المجلسي في بحار الأنوار بقوله: ”هذا الخبر نادر لا يصلح لمعارضة الأخبار الكثيرة الدالة على المنع من إطلاق أمير المؤمنين على غيره عليه السلام ويمكن حمله على أنه عليه السلام إنما رد السائل لتوهمه أن معنى هذا الاسم غير حاصل فيهم عليهم السلام ولا شك أن المعنى حاصل فيهم، وأن الممنوع إطلاق الاسم لمصلحة، على أنه يحتمل أن يكون المنع أيضا على سبيل المصلحة لئلا يجترئ غيرهم في ذلك والله يعلم“. (بحار الأنوار ج37 ص332)
وقال أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد ص112 وهو يعدد عقائد الشيعة الإمامية: ”ويعتقد أن أفضل الأئمة عليهم السلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأنه لا يجوز أن يسمى بأمير المؤمنين أحد سواه وأن بقية الأئمة صلوات الله عليهم يقال لهم الأئمة والخلفاء والأوصياء والحجج وأنهم كانوا في الحقيقة أمراء المؤمنين فإنهم لم يمنعوا من هذا الاسم لأجل معناه لأنه حاصل لهم على الاستحقاق وإنما منعوا من لفظه حشمة لأمير المؤمنين عليه السلام“.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
9 جمادى الأولى 1446 هجرية