شبهة احد نوصيب يقول اذا كان الامام علي صلوات الله عليه قتل عمرو بن ود والله يقول في سورة الاحزاب. وكفى الله المؤمنين القتال يعني مسلمين لم يقتلو اذان كيف الامام علي قتل عمرو بن ود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الناصبي إنما يستنسخ مقالة الناصبي الأكبر ابن تيمية الحراني لعنه الله في منهاج السنة حيث قال: ”أن المؤمنين لم يقاتلوا فيها، وأن المشركين ما ردهم الله بقتال. وهذا هو المعلوم المتواتر عند أهل العلم بالحديث والتفسير، والمغازي والسير، والتاريخ. فكيف يقال بأنه باقتتال علي وعمرو بن عبد ود وقتله له انهزم المشركون … ومن المنقول بالتواتر أن الجيش لم ينهزم بقتله، بل بقوا بعده محاصرين مجدين كما كانوا قبل قتله“.
وللرد عن هذه الشبهة نقول:
أولًا: إن من المعلوم المتواتر أن عليا عليه السلام قد قاتل عمرو بن ود لعنه الله وأراده قتيلا بلا مرية ولا خلاف في ذلك عند أهل السير والتاريخ والسنن ونحوها. حتى ابن تيمية لعنه الله قد أقر بهذه الحقيقة في مجموع الفتاوى بقوله وهو يتحدث عن غزوة الأحزاب: ”حيث قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيها عمرو بن عبد ود العامري لما اقتحم الخندق هو ونفر قليل من المشركين“.
وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: ”عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل رجل من المشركين يوم الخندق، فطلبوا أن يواروه، فأبى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أعطوه الدية، وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبد ود، قتله علي بن أبي طالب مبارزة“. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
ثانيًا: وأما قول ابن تيمية ”ومن المنقول بالتواتر أن الجيش لم ينهزم بقتله، بل بقوا بعده محاصرين مجدين كما كانوا قبل قتله“ يتصادم مع قاله النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه في ليلة الخندق والذي أخرجه النسائي وغيره: ”إني لا أرى القوم إلا مبيتيكم الليلة فإن شعاركم حم لا ينصرون“.
وجاء في المستدرك على الصحيحين عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، سمعت يحيى بن آدم يقول قرئ عليه ولم يمله: ما شبهت قتلَ عليٍّ عمرًا إلا بقول الله عز وجل: ﴿وقتل داوود جالوت﴾، ﴿فهزموهم بإذن الله﴾.
ثالثًا: جاء في تفسير الآية الكريمة (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) عندنا وعند العدو أن المؤمنين كفوا القتال بعلي عليه السلام.
وفي قراءة عبد الله بن مسعود كما أورد ذلك الماوردي في تفسيره: فيه وجهان: أحدهما: بعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه. حكى سفيان الثوري عن زيد عن مرة قال أقرأنا ابن مسعود هذا الحرف: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} بعلي بن أبي طالب. الثاني: بالريح والملائكة، قاله قتادة والسدي. {وََكَانَ اللَّهُ قَوِياً} في سلطانه. {عَزِيزاً} في انتقامه.
وفي تفسير ابن أبي حاتم: عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب.
وفي الدر المنثور للسيوطي: وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف {وكفى الله المؤمنين القتال} بعلي بن أبي طالب.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
19 شوال 1446 هجرية