هل صحيح أن البخاري طُرد من مدينته بسبب فتواه المضحكة هذه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين

السلام عليكم

شيخنا الجليل ياسر الحبيب

سمعت قبل أيام محاضرة للشيخ احمد الوائلي رحمه الله يقول فيها بأن البخاري طُرِدَ من بخارى لأنه اصدر فتوى بأن حليب البقر يشيع الحرمة, أي اذا شرب اثنان من حليب بقرة واحدة صاروا اخوان بالرضاعة!!!!؟؟؟؟, ما مدى صحة هذا الكلام؟؟, وهل من مصدر من كتبهم؟ ( وهل هذه الفتوى كانت من اختراع البخاري نفسه ام اخترعها عمر لعنة الله عليه او احد غيرهما قبل؟؟)

اجيبونا جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لمرضاته


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم. إن هذه الفتوى المضحكة مشهورة عن البخاري لعنه الله، وقد طُرد بسببها فعلا من بخارا، وقد ذكر التفاصيل السرخسي الحنفي عند تعرّضه لمسألة الرضاع فقال: "ولو اُرضع الصبيان من بهيمة لم يكن ذلك رضاعاً، وكان بمنزلة طعام أكلاه من إناء واحد. ومحمد بن اسماعيل صاحب الأخبار رحمه الله يقول: تثبت به حرمة الرضاع! فإنه دخل بخارا في زمن الشيخ الامام أبي حفص (رحمه الله) وجعل يفتي، فقال له الشيخ رحمه الله: لا تفعل فلست هناك! فأبى أن يقبل نصحه، حتى استُفتي عن هذه المسألة: اذا أرضع صبيّان بلبن شاة.. فأفتى بثبوت الحرمة! فاجتمعوا وأخرجوه من بخارا بسبب هذه الفتوى"! (المبسوط للسرخسي الحنفي ج5 ص139 وج30 ص297).

والظاهر أن البخاري كان أول من ابتدع هذه الفتوى الغريبة، وقد كنت أتصوّر أنه الوحيد الشاذ فيها، لولا أن وقفت أخيرا على كتاب في فقه الحنابلة حققه المدعو حامد الفقي – مؤسس ما يسمى بجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر – وقد جاء فيه: "واذا ارتضع طفلان من بهيمة لم ينشر الحرمة بلا نزاع، وإن ارتضع من رجل لم ينشر الحرمة أيضا على الصحيح من المذهب، وعليه الأصحاب وقطعوا به. وذكر الحلواني وابنه: بأنه ينشر"! (الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرداوي تحقيق حامد الفقي ج9 ص332).

فيظهر من ذلك أن هناك بعض علماء الحنابلة قد مضوا على فتوى البخاري وهم الحلواني وابنه. على أن من أعجب العجب أن يعدّ من يفتي بذلك فقيها وعالما جليلا! والعجب من القوم كيف بجّلوا البخاري مع ما ظهر لهم من سخافة عقله الذي قاده إلى فتوى من هذا النوع المثير للسخرية!

كتب الله لكم جوامع الخير في الدنيا والآخرة. والسلام.

24 من شعبان المعظم لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp