ما موقفكم من مظلومية الأهوازيين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين .

عناية سماحة الشيخ ياسر الحبيب ( حفظه الله) سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو موقفكم تجاه التعذيب و الاعدامات بحق الاهوازيين الشرفاء الذين يطالبون بأبسط حقوقهم بالطرق السلمية و قد تعرضوا و يتعرضون إلى ابشع انواع الاعدامات و التعذيب ؟ وهل بنظركم المقاومة السلمية لهذا الشعب المضطهد هي حق مشروع ؟ ما هي النصائح التي تقدمونها لهذا الشعب المظلوم بعد أن تغلغل بينهم عناصر من الوهابية من البلاد المجاورة و قد اثروا في فئة من الجهال الذين تبعوهم و اطالوا اللحى و .. ؟

ولكم جزيل الشكر و الامتنان

اخوكم
بوحسن


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد (صلوات الله عليه) وجعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتقم له صاحب العصر أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

كنا ولا نزال نستشعر آلام إخواننا المؤمنين في الأهواز حيث تصلنا أخبارهم عبر بعض أصحابنا الأهوازيين من العاملين معنا، وكان مما يضاعف حزننا وقلقنا ثلاثة أمور:

الأول؛ أن الظلم الواقع على هذا الشعب الشيعي وإن كان يتساوى مع ما يقع على شعوب شيعية أخرى أو ينقص أحيانا، إلا أنه يفترق عنه بأنه يقع عليهم باسم التشيّع نفسه! وهذا أكثر إيلاما لقلوب المؤمنين، فإن من أصعب المواقف على المرء أن يُظلَم باسم ما يعتقد به أو باسم من يحبّ ويوالي. لقد كان لنا صديق من المشايخ الإيرانيين في حوزة قم المقدسة، سجنته استخبارات النظام ظلما وعذّبته بصنوف التعذيب. قال لي بعدما أفرج عنه وتبيّنت براءته مما نُسب إليه زورا: ”كان من أصعب المواقف عليَّ حينها أن السجّان حينما كان يجلدني بالسوط كان ينادي: (يا علي)! كنت أتوسّل إليه باكيا فأقول: أرجوك.. إذا أردت أن تجلدني فاجلد كما تريد، ولكن لا تذكر الاسم المقدس لأمير المؤمنين عليه السلام! علي هو مولاي مولى العدل والرحمة وأنت حينما تعذبني باسمه تجعل المشاعر تنقلب! إن هذا عذاب لا أطيقه“!

الثاني؛ أن الشيطان استزلّ بعض ضعاف الإيمان في الأهواز فجعلهم يرتدّون عن دينهم وينقلبون على أئمتهم كردّ فعل على ما تعرّضوا له من بلاء! وكان لجنود الشيطان من البكريين والوهابيين الدور الأبرز في إغواء هؤلاء وإغرائهم بالمال والتمكينات. وهذا الأمر وإنْ لم يصل إلى مستوى الظاهرة بعدُ إلا أنه ينبغي تعقّبه وعدم إهماله، فإن هؤلاء المرتدّين الجهلة إنما يخرجون أنفسهم من بلاء يصاحبه إيمان إلى بلاء مضاعَف يصاحبه كفر! والأول خير للمرء دنيا وآخرة وإن ضحّى، أما الثاني فلا خير فيه بل هو شرّ محض، ومخطئ من يظن أن الخلاص من الظلم يكون بالكفر بالله وبنبيه وبالأئمة الطاهرين عليهم السلام، والتاريخ شاهد على أن الذي يصمد ويقبض على دينه هو الرابح في خاتمة المطاف، أما الذي يتنازل ويرتدّ فسيزيد الله بلاءه عليه ويقرنه بعقابه فيكون كمن أوقع نفسه في ما هو أشد ولا فرار منه.

الثالث؛ أن نعرة الجاهلية بدأت تدبّ في عروق بعض أهل الأهواز، حيث تعلو صيحات القومية العربية وسط تصوير للصراع بين الشعب الأهوازي وبين النظام على أساس أنه صراع بين قوميتين فارسية وعربية! والحال أن الصراع وإن تغلّف بذلك من قبل النظام لتحقيق مآربه إلا أن جوهره ليس كذلك، فإنما هو صراع بين المظلومين والظالمين، ويشترك في المظلومية الشعب الأهوازي مع الشعب الإيراني والشعب الكردي، فكلها قد تعرّض إلى جور هذا النظام الجائر الذي لم يحقق عدالة إلا في هذا المورد وحده! وعليه فإن من اللازم على إخواننا المؤمنين في الأهواز أن يجمعوا إليهم غيرهم من المؤمنين ممن يعانون من اضطهاد هذا النظام لهم، فإنما هي قضية الجميع، فإذا اشترك الجميع ووثب وثبة شجاعة كان للأمل في التخلص من الظالمين محل. أما إثارة نعرات ودعوات الجاهلية التي حرّمها الإسلام حيث لم يفرّق بين عربي وأعجمي، والتحريض على التجزئة والانفصال وقطع الأوصال بين الشعوب الشيعية التي يجمعها الإسلام وولاية أهل بيت العصمة عليهم السلام؛ فذلك مما يعود بالحسرة والخسران ولا يحقق أدنى نجاح ولا يسترجع أي حق.

نصيحتنا لأهلنا في الأهواز أن يستمروا في نضالهم المشروع جنبا إلى جنب مع إخوانهم في سائر النواحي التي يحكمها هذا النظام، متمسكين بالإسلام والولاية، وملتزمين بالحكمة والشجاعة، وأن لا يجعلوا للشيطان موطئا قدم عندهم فيزلهم عن دينهم، وأن لا يجعلوا لدعوات الجاهلية أو دعوات الإلحاد والعلمانية والشيوعية محلا في ديارهم فينحرفون عن طريقهم، كما نوصيهم بأن يستخدموا من وسائل المواجهة ما يتوافق مع الشرع المقدس ولا ينجرّ إلى العنف وإراقة الدماء، فالعصيان المدني - مثلا - أعظم تأثيرا اليوم مما عداه، ولتكن الحركة المطلبية جمعية يشترك فيها ابن الأهواز مع أبناء سائر الأقاليم، ليتوحّد الجميع تحت راية المولى بقية الله الأعظم صلى الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وعجل الله فرجه الشريف. وبذا نرجو أن نمهد لظهوره بقيام دولة إسلامية شيعية كبرى تشمل المنطقة بأسرها وتجمع فيها شيعة الهند وباكستان وإيران وأذربيجان والأهواز والعراق والخليج والحجاز واليمن وسورية ولبنان وصولا حتى إلى بلاد المغرب، وما ذلك على الله بعزيز لو خلصت النوايا.

حماكم الله ونصركم، والسلام عليكم وعلى جميع إخواننا المؤمنين في الأهواز ورحمة الله وبركاته.

ليلة غرة محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp