كيف أخر الإمام علي (عليه السلام) صلاته عمدا حتى غابت الشمس؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

أرجو معرفة صحة هذه الرواية:

عن أبي عبد الله جعفر الصادق أن عليا لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة فكلمها أمير المؤمنين .. فاشتغل بها حتى غابت الشمس فكلمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لأن لا يفقه العرب كلامها. قالت: لا أرجع وقد أفلت فدعا الله فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد فجعلوها في رقبتها وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية

حيث أني قرأتها في موقع إنترنت ولا أعرف صحتها ولكم جزيل الشكر
فاطمة


باسمه تقدست أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع المدخّر لذلك مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

أما من ناحية السند فالرواية ضعيفة، غير أنّا على مبنانا نجعل لها محلا من الاعتبار لرواية الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) لها.
والخبر مبتور، وتمامه هو هذا:
عن حنّان قال: ”قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما العلة في ترك أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر وهو يجب له أن يجمع بين الظهر والعصر فأخّرها؟ قال: إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة ملقاة فكلمها أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: أيتها الجمجمة من أين أنت؟ فقالت: أنا فلان بن فلان ملك بلاد آل فلان. قال لها أمير المؤمنين عليه السلام: فقصّي عليّ الخبر وما كنت وما كان عصرك؟ فأقبلت الجمجمة تقصّ من خبرها وما كان في عصرها من خير وشر، فاشتغل بها حتى غابت الشمس، فكلّمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لئلا يفقه العرب كلامها. فلما فرغ من حكاية الجمجمة قال للشمس: ارجعي. قالت: لا أرجع وقد أفلتُ! فدعا الله عز وجل فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد فجعلوها في رقبتها وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية، حتى صلى أمير المؤمنين عليه السلام، ثم هوت كهوي الكوكب، فهذه العلة في تأخير العصر“. (علل الشرائع للصدوق رضوان الله تعالى عليه ج2 ص351).

ولعلّ أبرز ما يتوجّه إلى الخبر من إشكالات يتلخص في سؤالين:
الأول؛ كيف يؤخّر الإمام المعصوم صلاته عمدا حتى ينقضي وقتها؟ وهذا إخلال بالواجب وهو عصيان.
والجواب أن المعصوم عالمٌ في هذا المورد بأن الشمس سترجع له فيصلّي في الوقت، ولذا فلا عصيان، فحكمه هاهنا خاص كحكم المؤّخر صلاته في الوقت الموسّع.
ثم إن التأخير كان غرضه إظهار المعجزة بأمر الله تعالى كما لا يخفى، وهذه واحدة من ثلاث مرّات رُدَّت فيها الشمس إليه (عليه السلام) على ما بلغنا، واحدة كانت في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين وضع رأسه في حجره، والثانية هي هذه، والثالثة في رجوعه من حرب صفين. وفي بعض ألفاظ الخبر الأول أنه (عليه السلام) قد صلّى إيمائا، ثم رُدَّت له الشمس ليصلي قائما، كما في بعض ألفاظ الخبر الثالث أنه قد عبر النهر فصلّى لوحده حيث لم تكن تجوز له الصلاة في الأرض المغضوب عليها التي خُسِفت، إلا أن ذلك خفي على الناس وقد تشاغلوا في العبور فلم يصلّوا، فعندئذ أرجع لهم الشمس وصلّى بهم.
وبملاحظة هذا فإنه لا يبعد أنه (عليه السلام) قد صلّى هاهنا أيضا حين تكلّمه مع الجمجمة إيماءً، أو قد خفيت صلاته على الناس.

الثاني؛ أن كيف ترفض الشمس طاعته وهي وغيرها من المخلوقات مأمورة بالطاعة له؟ وما معنى سحبها بسلاسل الحديد من الملائكة عليهم السلام؟
والجواب أنها وإن كانت مأمورة إلا أنه لا يبعد كونها مختارة في الطاعة أو العصيان في هذا المورد، فلا جبر. وأما معنى سحبها بالسلاسل مع العلم بأنها ثابتة والأرض هي التي تدور فتطلع عليها أو تغرب، فلعلّ التعبير عن ذلك كان من باب تقريب الأمر إلى أذهان المخاطَبين آنذاك، كما وصف الله تعالى الشمس في الكتاب بأنها تجري، والخطاب مجازي والقصد منه تبيان أن الملائكة هي التي تتحكم في الكون بأمر الله تعالى، ومن ذلك عملية طلوع الشمس ومغيبها، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان من ملة الإسلام.

رزقكم الله وإيانا جوامع خير الدنيا والآخرة. والسلام.

ليلة الثاني من شهر محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp