أرجو معرفة صحة هذه الرواية:
عن أبي عبد الله قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو عللا المنبر فقالت: هذا قاتل الأحبة. فنظر إليها فقال لها: يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي على هنها شيء بيّن مدلّى
حيث أني قرأتها في موقع إنترنت ولا أعرف صحتها ولكم جزيل الشكر
فاطمة
باسمه تقدست أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع المدخّر لذلك مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
من ناحية السند فالرواية ضعيفة، غير أنّا على مبنانا نجعل لها محلا من الاعتبار لرواية الصفار (رضوان الله تعالى عليه) لها، ورواية غيره من الأعاظم لها.
وتمام الرواية هو: ”عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاءت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها، فقالت: هذا قاتل الاحبة! فنظر إليها فقال لها: يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة يا التي لا تحيض كما تحيض النساء! يا التي على هنها شيء بيِّنٌ مُدلّى! قال: فمضت وتبعها عمرو بن حريث لعنه الله وكان عثمانيا، فقال لها: أيتها المرأة ما يزال يسمعنا ابن أبي طالب العجائب فما ندري حقها من باطلها، وهذه داري فادخلي فإن لي أمهات أولاد حتى ينظرن حقا أم باطلا، وأهب لك شيئا، قال: فدخلت، فأمر أمهات أولاده فنظرن، فإذا شيء على ركبها مُدلّى! فقالت: يا ويلها اطلع منها علي بن أبي طالب على شيء لم يطلع عليه إلا أمي أو قابلتي! قال: فوهب لها عمرو بن حريث لعنه الله شيئا“. (بصائر الدرجات للصفار ص379 والاختصاص للمفيد رضوان الله تعالى عليه ص304).
وليس في الرواية ما يقدح بأدب مولانا الأمير (صلوات الله عليه) كما يزعم أجلاف النواصب وينسبون إليه البذاءة حاشاه، بل غاية ما هناك أن امرأة شنيعة وقحة بذيئة مخنثة تتشبّه بالرجال جاءت لتتطاول على خليفة الله في أرضه وهو يخطب على المنبر! فعاملها بما تستحق إذ لا كرامة لها، وكشف صفاتها ليكون ذلك علامة صدقه أمام الناس وعلمه بالغيب، فبيّن (صلوات الله عليه) أنها سلفع، أي سليطة اللسان على الرجال، وأنها جريئة وقحة، وأنها بذيئة قليلة أدب، وأنها مذكّرة أي مخنثة فلا تحيض كما تحيض النساء وتتشبه بالرجال، وأن على فرجها ما يشبه ذكر الرجل مدلّى وذلك علامة تخنثها.
وقد تبيّن صدق أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وصاحت المرأة بما صاحت معترفة، وكان ذلك جزاءً على تطاولها على خليفة الله الأعظم، وهي تستحق بذلك أن تُكشف صفاتها الذميمة على رؤوس الأشهاد حيث لم تحفظ حرمة خليفة الله أمام عامة الناس.
وحيث تبيّن الصدق في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) فلا بذاءة، فإنما البذاءة تكون في غير الصدق، كقول عثمان (لعنه الله) لعمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه: ”يا عاضّ أير أبيه“ أي يا عاضّ ذكر أبيه! (رواه البلاذري في الأنساب ج5 ص54). أو كقول أبي بكر (لعنه الله) لعروة بن مسعود الثقفي: ”امصص بظر اللات“ أي امصص الجزء المعلوم في فرج اللات! (رواه البخاري في صحيحه ج3 ص179، وأحمد بن حنبل في مسنده ج4 ص324 وغيرهما كثير).
أما أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فأدبه هو أدب القرآن كتاب الله تعالى، فلا فحش ولا بذاءة، وإنما يتوهّم بعض القاصرين ذلك. وقد قال الله تعالى: ”مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا“ (الجمعة: 6) وقال تعالى: ”وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ“ (الأعراف: 177). وقال تعالى: ”فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ“ (المسد: 6).
رزقكم الله وإيانا جوامع خير الدنيا والآخرة. والسلام.
ليلة الثاني من شهر محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.