سألني احد الاشخاص عن شي
لماذا اخذ اولاد الحسين عليه السلام الامامة ولم يأخذها اولاد الحسن بالرغم من انهم اخوان واحفاد الرسول صلى الله عليه واله وسلم
واتمنى ان اجد دليلا شرعيا لذلك لم اقتصرت على اولاد الحسين فقط؟؟؟
وجزاك الله الف خير
متيمة بحب علي ع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم.
بمراجعة الشيخ،
إن مسألة اختيار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) موكولة لله سبحانه وتعالى وحده، والله لا يُسأل عما يفعل، وكما أن الله تعالى اختار أن يكون الأنبياء من ذرية هارون (عليه السلام) دون ذرية أخيه موسى (عليه السلام) مع أن موسى كان أفضل منه؛ كذلك اختار الله سبحانه وتعالى أن يكون الأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام) دون ذرية أخيه الحسن (عليه السلام) مع أنه كان أفضل منه.
وهي الاختيار يرجع إلى معرفة الله تعالى بالمستحقين لهذا الاصطفاء الإلهي منذ ما قبل الخلقة، كما أنه يرجع إلى حكمة ومصلحة، فالحكمة والمصلحة هي أن يكون الأئمة من أبناء الحسين (عليه السلام) فهم الستحقين والمؤهلين لذلك وليس أبناء الحسن (عليه السلام) مع أنه كان فيهم مؤمنين أتقياء، لكن ما كانوا أبدا في مستوى الأئمة المعصومين عليهم السلام.
علما أن الروايات الشريفة أوضحت أن جعل الإمامة في ذرية الحسين (عليه السلام) جاء تعويضا عن شهادته وتضحيته بنفسه في سبيل الله تعالى.
عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين، قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة؟ وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون. (بحار الأنوار ج25 ص249).
وعن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قلت له: لاي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام؟ قال: لان الله عزوجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن والله لا يُسأل عما يفعل. (بحار الأنوار ج25 ص260).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تعالى عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زائره جائياً ولا راجعاً من عمره. (تأويل الآيات: ص598).
نسألكم الدعاء.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
16 محرم 1429