ما هو الفرق بين التصور والتصديق؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا العزيز

ماهو الفرق بين التصور والتصديق؟

وارجو ان يكون الفرق واضح وجلي وليس معقد كما في الكتب

شكرا لكم

بوحسين


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) وجعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

الفرق المنطقي هو أن التصوّر ليس يقينياً وإنما هو نوع من الإدراك البسيط الخالي من الحكم، أما التصديق فهو يقيني لأنه إدراك مشتمل على الحكم.
مثاله: إنك تكون في بيتك فيطرق شخص بابك، (تتصوّر) أولا أن الطارق هو زيد لكن لا يقين عندك فلا تتمكن من الحكم على صحة ذلك أو عدمه، ولمّا تفتح الباب تجده واقعاً أنه زيد فيحصل عندك (تصديق) لثبوت صحة ذلك. وكذا لو فتحت الباب فلم تجده زيدا وإنما وجدته عمرا فإنه يحصل عندك (تصديق) بثبوت عدم صحة ذلك، أي يقين بأن الطارق لم يكن زيدا.
والأمر هكذا في الأحكام الشرعية، فإننا (نتصوّر) مثلا أن حلق اللحية محرّم، ثم (نصدّق) ذلك ونحكم بالحرمة بالرجوع إلى الأدلة. وإننا (نتصوّر) مثلا أن صلاة الليل واجبة، ثم (نصدّق) عدم ذلك ونحكم باستحبابها لا وجوبها بالرجوع إلى الأدلة.
أما لو (تصّورنا) مثلا أن صلاة الجمعة واجبة، وبحثنا في الأدلة لكننا لم نصل إلى القطع واليقين بذلك، وبقينا على حالة الشك، فإن (التصوّر) يبقى على حاله بلا (تصديق).

زادنا الله وإياكم علما وفهما. والسلام.

ليلة الثامن والعشرين من محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp