كيف يكون الأئمة أفضل من الأنبياء مع ورود رواية تفيد العكس؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله اللهم صل على نبينا محمد واله الطاهرين

هناك رواية في الكافي الشريف يحتج بها علينا المخالفون الذين يفضلون الانبياء على الائمة صلوات الله عليهم

ويتناقض الشيعة في عقيدة تفضيل الأئمة على الأنبياء. فبينما يروي الكليني في الكافي أن هشام الأحول سأل أبا جعفر: «جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال: بل الأنبياء» (الكافي1/174 ح رقم 5 كتاب الحجة: باب الاضطرار إلى الحجة). وصحح المجلسي الرواية فقال «موثق كالصحيح 2/277».

فكيف نرد عليهم بارك الله فيكم ؟

اسية


باسمه تعالت قدرته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

يبدو أن هؤلاء المخالفين لن يكفّوا عن أكاذيبهم وتدليساتهم! فإن الرواية التي ذكروها إنما كانت محاورة بين مؤمن الطاق - وهو الأحول - وبين زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) ولم تكن بينه وبين إمام معصوم من آل محمد! وبذا فإن سؤاله له: ”أنتم أفضل أم الأنبياء“؟ يقصد منه المفاضلة بين الأنبياء وبين أولاد الأئمة (عليهم السلام) لا بينهم وبين الأئمة أنفسهم، وكذا جواب زيد: ”بل الأنبياء“ يقصد منه أن الأنبياء (عليهم السلام) أفضل من أولاد الأئمة فيكونون أفضل منه، أي من زيد. فأين هذا مما ادّعاه هؤلاء المخالفون الكذبة؟!

وإليكِ تمام الرواية التي رواها الكليني رضوان الله تعالى عليه: ”عن أبان قال: أخبرني الأحول أن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام بعث إليه وهو مستخف قال: فأتيته فقال لي: يا أبا جعفر ما تقول ان طرقك طارق منا أتخرج معه؟ قال: فقلت له: إن كان أباك أو أخاك، خرجت معه قال: فقال لي: فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فأخرج معى قال: قلت: لا ما افعل جعلت فداك، قال: فقال لي: أترغب بنفسك عني؟ قال: قلت له: إنما هي نفس واحدة فان كان لله في الارض حجة فالمتخلف عنك ناج والخارج معك هالك وان لا تكن لله حجة في الارض فالمتخلف عنك والخارج معك سواء. قال: فقال لي: يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد، شفقة علي، ولم يشفق علي من حر النار، إذا أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟ فقلت له: جعلت فداك شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك: أن لا تقبله فتدخل النار، وأخبرني أنا، فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار، ثم قلت له: جعلت فداك أنتم أفضل أم الانبياء؟ قال: بل الانبياء قلت: يقول يعقوب ليوسف: يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا، لم لم يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه ولكن كتمهم ذلك فكذا أبوك كتمك لانه خاف عليك، قال: فقال: أما والله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أُقتل وأُصلب بالكناسة وأن عنده لصحيفة فيها قتلي وصلبي. فحججت فحدثت أبا عبد الله عليه السلام بمقالة زيد وما قلت له، فقال لي: أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه، ولم تترك له مسلكا يسلكه“. (الكافي للكليني ج1 ص174).

أما أن الأئمة أفضل من الأنبياء ما خلا سيّدهم جميعا رسول الله صلى الله عليه وآله؛ فأمرٌ ثابت بالأدلة والبراهين، ومنها قوله تعالى: ”فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ“. (آل عمران: 62). فإنه بقوله سبحانه: ”وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ“ يثبت أن عليا (صلوات الله عليه) أفضل من جميع الأنبياء لأنه نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكون مقامه من مقامه.

ومنها ما رواه الحاكم الحسكاني عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ”بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما في مسجد المدينة وذكر بعض أصحابه الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله لواءً من نور، وعمودا من زبرجد، خلقها قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة، مكتوب على رداء ذلك اللواء: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، آل محمد خير البرية“. (شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج2 ص470) وبمقتضى ذيله فإن آل محمد (صلوات الله عليهم) خير من الأنبياء (عليهم السلام) لأن الأنبياء من البريّة.

إلى غيرها من الأدلة والبراهين، ودونك حديث الطائر المشهور، ودلالته قاطعة لا تقبل الإنكار أو المكابرة.

وفقكم الله وإيانا للاهتداء بنور آل محمد صلوات الله عليهم، والسلام.

ليلة الخامس عشر من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp