الرجاء الرد علي هذا الموضوع حيث أني قرأته في موقع يسمي شيعة مصر وأنا في حيرة من أمري حيث أنهم أتوا بأشياء من مصادرنا وليس من مصادر المخالفين أريد أن أرد علي هؤلاء النواصب ردا مفحما وإليك المقال التالي:-
مساعدة الصديق في تزويج علي من فاطمة:
وكان للصديق مَنّ على عليّ رضي الله عنهما حيث توسط له في زواجه من فاطمة رضي الله عنها وساعده فيه، كما كان هو أحد الشهود على نكاحه بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يرويه أحد أعاظم الشيعة ويسمى بشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي
*****
( عن الضحاك بن مزاحم أنه قال: سمعت علي بن أبى طالب يقول: أتاني أبو بكر وعمر، فقالا: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له فاطمة، قال: فأتيته، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك، ثم قال: ما جاء بك يا علي وما حاجتك؟ قال: فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي، فقال : يا علي! صدقت، فأنت أفضل مما تذكر، فقلت: يا رسول الله! فاطمة تزوجنيها) .
[\"الأمالي\" للطوسي ج1 ص38].
*****
وأما المجلسي فيذكر هذه الواقعة ويزيدها بياناً ووضوحاً حيث يقول:
( في يوم من الأيام كان أبو بكر وعمر وسعد بن معاذ جلوساً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذاكروا ما بينهم بزواج فاطمة عليها السلام .فقال أبو بكر: أشراف قريش طلبوا زواجها عن النبي ولكن الرسول قال لهم بأن الأمر في ذلك إلى الله - ونظن أنها لعلي بن أبي طالب - وأما علي بن أبي طالب فلم يتقدم بطلبها إلى رسول الله لأجل فقره وعدم ماله، ثم قال أبو بكر لعمر وسعد: هيا بنا إلى علي بن أبي طالب لنشجعه ونكلفه بأن يطلب ذلك من النبي، وإن مانعه الفقر نساعده في ذلك.فأجاب سعد : ما أحسن ما فكرت به، فذهبوا إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام …… فلما وصلوا إليه سألهم ما الذي أتى بكم في هذا الوقت؟ قال أبو بكر: يا أبا الحسن! ليس هناك خصلة خير إلا وأنت سابق بها …… فما الذي يمنعك أن تطلب من الرسول ابنته فاطمة؟ فلما سمع عليّ هذا الكلام من أبي بكر نزلت الدموع من عينيه وسكبت، وقال: قشرت جروحي ونبشت وهيجت الأماني والأحلام التي كتمتها منذ أمد، فمن الذي لا يريد الزواج منها؟، ولكن يمنعني من ذلك فقري واستحي منه بأن أقول له وأنا في هذا الحال ... الخ ) .
[\"جلاء العيون\" للملا مجلسي ج1 ص169 ط كتابفروشي إسلامية طهران، ترجمة من الفارسية].
*****
ثم وأكثر من ذلك أن الصديق أبا بكر هو الذي حرض علياً على زواج فاطمة رضي الله عنهم، وهو الذي ساعده المساعدة الفعلية لذلك، وهو الذي هيأ له أسباب الزواج وأعدها بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي الطوسي : أن علياً باع درعه وأتى بثمنه إلى الرسول، ثم قبضه رسول الله من الدراهم بكلتا يديه، فأعطاها أبا بكر وقال: ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، أردفه بعمار بن ياسر وبعدة من أصحابه، فحضروا السوق، فكانوا يعرضون الشيء مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبي بكر، فإن استصلحه اشتروه... حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع، وحمل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين كانوا معه الباقي.
[\"الأمالي\" ج1 ص39، أيضاً \"مناقب\" لابن شهر آشوب المازندراني ج2 ص20 ط الهند، أيضاً \"جلاء العيون\" فارسي ج1 ص176].
*****
بل إن الصديق ورفاقه كانوا شهوداً على زواجه بنص الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منه كما يذكر الخوارزمي الشيعي والمجلسي والأربلي
( أن الصديق والفاروق وسعد بن معاذ لما أرسلوا علياً إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتظروه في المسجد ليسمعوا منه ما يثلج صدورهم من إجابة الرسول وقبوله ذلك الأمر، فكان كما كانوا يتوقعون، فيقول علي: فخرجت من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا لا أعقل فرحاً وسروراً، فاستقبلني أبو بكر وعمر، وقالا لي: ما وراءك؟ فقلت: زوجني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنته فاطمة …… ففرحا بذلك فرحاً شديداً ورجعا معي إلى المسجد فلما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله، وإن وجهه يتهلل سروراً وفرحاً، فقال: يا بلال! فأجابه فقال: لبيك يا رسول الله! قال: اجمع إلي المهاجرين والأنصار، فجمعهم ثم رقي درجة من المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: معاشر الناس إن جبرائيل أتاني آنفا وأخبرني عن ربي عز وجل أنه جمع ملائكته عند البيت المعمور، وكان أشهدهم جميعاً أنه زوج أمته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن أبى طالب، وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك) .
[\"المناقب\" للخوارزمي ص251، 252، أيضاً \"كشف الغمة ج1 ص358، أيضاً \"بحار الأنوار\" للمجلسي ج10 ص38، 39، أيضاً جلاء العيون\" ج1 ص184].
حسين
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
لا يكفّ المخالفون عن الاستحمار أبداً! فهذا الذي جاءوا به لا يدلِّل على ما يريدون إيهام الناس به!
أما الرواية الأولى التي رواها الشيخ الطوسي (رضوان الله تعالى عليه) فأين هو (منُّ) و(توسّط) أبي بكر لاقتران أمير المؤمنين بسيدة نساء العالمين صلوات الله عليهما؟! إن غاية ما في الرواية أن أبا بكر وعمر أتيا عليا (صلوات الله عليه) واقترحا عليه أن يأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاطبا فاطمة عليها السلام، فأين هذا مما ذكره هؤلاء المستحمرون؟!
ثم هلاّ أخبرونا لماذا بتروا الرواية ولم يكملوها؟! فإنه بعد قوله عليه السلام: ”فقلت: يا رسول الله! فاطمة تزوجنيها؟ قال صلى الله عليه وآله: يا علي! إنه قد ذكرها قبلك رجال، فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها“. (أمالي الطوسي ص39).
فمن هم هؤلاء الرجال المكروهون الذين كرهتهم فاطمة عليها السلام؟ إنهم ليسوا سوى أبي بكر وعمر وأضرابهما الذين خطبوها فرفضهم الله ورسوله! (راجع خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي ص114 وأسد الغابة لابن الأثير ج1 ص38 والإصابة لابن حجر ج1 ص347 وطبقات ابن سعد ج2 ص240 وعشرات المصادر الأخرى).
وبذلك ترى أن هذه الرواية فيها مذمة لأبي بكر وعمر (عليهما اللعنة) إذ كرهتهما الزهراء صلوات الله عليها! ولا شك أنها لم تكرههما إلا لنفاقهما وسوء سريرتهما، وهذا الذي أراد المخالفون إخفاءه ببتر الرواية وعدم إكمالها!
ومجرّد مجيئهما إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعوانه لخطبة فاطمة (صلوات الله عليه) ليس معناه أنهما توسّطا بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو كان ذلك منّاً منهما عليه والعياذ بالله! وإنما معناه كما هو المفهوم من سياق الرواية ومقارنتها بالروايات الأخرى التي تتحدث عن رفض النبي (صلى الله عليه وآله) لطلبهما الزواج بابنته؛ هو أنهما أرادا معرفة أن رفض النبي كان عاماً أي للجميع بمن فيهم علي (عليه السلام) أم أنه كان خاصّا لهما ولأمثالهما؟ وبعبارة أخرى؛ أرادا أن يعرفا هل أن النبي والزهراء (عليهما وآلهما السلام) مطلعان على سوء سريرتهما ولذلك رفضاهما أم أن الرفض سببه هو مجرد ادعاء النبي أن الله لم يأذن بزواج فاطمة بعدُ فيمكن لهما تكرار المحاولة ثانية والتوغل أكثر في خطتهما الانقلابية بتوثيق العلاقة السببية مع النبي صلى الله عليه وآله؟
وأما الرواية الثانية فإنها رواية بالمعنى ترجمها العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) إلى اللغة الفارسية ونقلها عن كتاب المناقب للموفق الخوارزمي، وهو بكري حنفي مخالف! وهي نفسها الرواية الرابعة التي استشهدوا بها، وإنما نقلها العلامة المجلسي وغيره من علمائنا في كتبهم بقصد الاطلاع، لا أنهم يلتزمون بكل ما ورد وجاء فيها. فكيف يحتج علينا المخالفون بما يروونه هم؟! أَ لهذا الحد هم أغبياء؟!
ثم على فرض ثبوتها فإنه ليس فيها ما يمكن أن يمتدَح أبو بكر لأجله، فإنه قد استخدم فيها لسانه المعسول لحضّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على خطبة الزهراء (عليها السلام) ليستبين الحال على ما مرّ عليك فعرض عليه كاذباً أنه مستعد لمساعدته مالياً، إلا أنه لم يفعل ذلك أبداً كما سيأتي!
وأما الرواية الثالثة التي رواها الشيخ الطوسي (رضوان الله تعالى عليه) فإنها كسابقتها لعبوا فيها وحذفوا منها ما شاءوا! فإنه ليس فيها سوى أن أبا بكر (لعنه الله) كان واحدا من الذين أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن يذهبوا لابتياع المتاع لسيدة نساء العالمين (صلوات الله عليها) وكان من بينهم بلال وعمار وعدّة من أصحابه كما تنص عليه الرواية، ولم يكن أبو بكر سوى مُستخبَر عن جودة المشتريات من الآخرين الذين كُلِّفوا بالمهمة مثله - كونه كان بائعاً للثياب في ما مضى وقضى عمره عضروطا يعمل لدى أسياده في السوق - ثم (حامل متاع) كالحمار لا أكثر ولا أقل! فأين هذا مما ادّعوه من أنه قد ساعد مساعدة مالية وأنه منَّ على أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعياذ بالله!
ولو كان أبو بكر جواداً كريماً ومستعداً حقاً للمساعدة المالية لأبى أن يقبض هذه الدراهم من النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولعرض أن يتكفَّل هو بدفع قيمة المتاع حبا وكرامة لرسول الله وأهل بيته عليهم السلام، لكنه لم يفعل ذلك رغم أن المخالفين يزعمون أنه كان غنياً بماله! أ فأريت كيف أن الرواية تقدح فيه لا أنها تمتدحه!
وأما الرواية الرابعة فهي ذاتها الرواية الثانية التي رواها صاحب المناقب الموفق الخوارزمي الحنفي، إلا أنهم تصرّفوا فيها فجعلوا جزءاً منها في الثانية والجزء الآخر في الرابعة وأوهموا الناس أن الروايتيْن مختلفتان وأنهما روايتان شيعيتان! فانظر بربّك إلى هذا التدليس المفضوح!
ثم إن الرواية على فرض ثبوتها فإنه لا فضيلة ولا منقبة لأبي بكر فيها، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أشهد على زواج ابنته من علي (عليهما السلام) عامة المهاجرين والأنصار، وكان أبو بكر واحداً حقيراً منهم ليس إلا، فأي فضيلة خاصة له؟!
نعم لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أشهده خاصةً مع الملائكة (عليهم السلام) لكان لادعاء الفضيلة له وجه، لكن الأمر كما ترى.
وعلى أي حال فإن الرواية بكرية ولا يُحتج بها على المسلمين المؤمنين.
وفقنا الله وإياكم لنيل بركاته في الدنيا والفوز برضوانه في الآخرة، والسلام.
ليلة السادس عشر من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.