اللهم صل على محمد وال محمد
لدي صديق زيدي تعرفت عليه في الأنترنت
وهو متفق معنا في كل شيء تقريبا بعدما قراء مجموعة لا بأس بها من كتبنا
ولم يوقفه امام اتباع مذهبنا
الا هذه الشبهه
وفي حالة الأجابة عنها
لن يكون لديه أي حجة امام الله في اتباع الحق حسب قوله
وهي هذه الشبهه
الامام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو أخو محمد الباقر وعم جعفر الصادق وهو الذي ننتسب إليه نحن الزيدية وقد بايعه ناس كثير من أهل الكوفة وطلبوا منه ان يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر لينصروه فقال كلا بل أتولاهما فقالوا اذن نرفضك فقال اذهبوا فأنتم الرافضة فسموا رافضة من حينئذ
يقول الصديق الزيدي ان هذه الشبهه نستنتج منها ثلاث أمور
ان من أطلق عليكم مسمى الرافضة هو الامام زيد بن علي كما يدعي
استناد لما ذكره من مسند زيد بن علي صفحة 46
ثانيا
ان زيد بن علي يتولى ابى بكر وعمر فلو كانا كافران لعلم بكفرهما من ابيه علي زين العابدين او اخيه محمد الباقر او ابن اخيه جعفر الصادق على أقل تقدير
ثالثا
خروج زيد بن علي بسيف
فلو كان هنالك مهدي منتظر لما سمح له الامام جعفر الصادق بأن يخرج عمه زيد بن علي ويصلب شهيدا عليه السلام علم ان الخروج صفة الامام المنصوص من الله فلو كان الامام جعفر الصادق امام منصوص من الله لما وجب بل لما جاز لزيد بن علي ان يخرج بسيف حينذاك ويطلب الأمامة لنفسه لأنه سيكون عارف بأمام زمانه الذي هو ابن اخيه جعفر الصادق حسب معتقد الامامية
أنتهى كلام الزيدي
وعلى هذا اقول ياشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك
هل لدى سماحتكم مايذهب بهذه الشبهه بدليل قاطع لأوصل له الرد لعل وعسا ان يهتدي فهو على قدر كبير من التدين والثقافة والأخلاق والحب لأل البيت عليهم السلام
علم انه يتفق معنا في كل شيء تقريبا
بستثناء الامامة المنصوص عليها من الله والتبراء من الشيخين عليهم لعائن الله والاقرار بولادة مهدي منتظر عجل الله فرجه
ويقول لو ثبت اقرار زيد بن علي بأمامة ابن اخيه جعفر الصادق
ولو ثبت انه لا يعارض خروجه امامة ابن اخيه جعفر الصادق
ولو ثبت ان زيد بن علي يتبراء من ابى بكر وعمر وثبت ان هذه الحادثة موضوعة وضعيفة اوثبت ان زيد بن علي استعمل التقية كأقل تقدير
ولو ثبت كذالك ان خروج زيد بن علي لا يعارض أنتظار مهدي في اخر الزمان
ولو ثبت ان عدم معارضة جعفر الصادق لعمه زيد في الخروج هو أمر لا يتعارض مع حقيقة مهدي منتظر موجود في علم جعفر الصادق
لن يبقى له حجة امام الله في اتباع مذهب الامامية حسب قوله
أخوكم
FIKR313
السعودية
باسمه تقدست أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن شبهات صاحبك الزيدي لا تستند إلى شيء سوى رواية ضعيفة سخيفة يرويها المخالفون البكريّون، وهي التي وجدها في مقدّمة مسند زيد بن علي في الصفحة 46 ضمن فتوى مفتي مصر وشيخ الأزهر، ولو أنه تفحّص ما قبل ذلك، أعني الصفحة 11 لوجد أن كاتب المقدّمة ذكر مصادر هذه الرواية، وكلّها من رواية البكريين، فقد قال: ”وفي تاريخ اليافعي: لما خرج زيد أتته طائفة كبيرة قالوا له: تبرّأ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك. فقال: لا أتبرأ منهما. فقالوا: إذن نرفضك. قال: اذهبوا فأنتم الرافضة، فمن ذلك الوقت سُمُّوا رافضة. وتبعته التي تولّت أبا بكر وعمر وسُمِّيَت الزيدية. ومثل هذا مع تطويل ذكره ابن الأثير في الجزء الثاني والحافظ ابن عساكر في حرف الزاي والذهبي في تهذيب التهذيب في الجزء الرابع في حرف الزاي“. (مسند زيد ص11).
ويبدو أن صاحبك الزيدي توهّم أن هذه الرواية يرويها الزيدية لمجرّد أنه وجدها في مقدّمة طبعة مسند إمامه، والحال أنها من رواية البكرية ليس إلا، فاليافعي وابن الأثير والذهبي وابن عساكر كلهم بكريّون، ولم يروِ هذه الرواية زيدي، فما أدرى صاحبك أن هذه الرواية صحيحة وأن الحادثة حقيقية؟!
ولو أن هذه الحادثة كانت حقيقية لكان ينبغي أن يكون أوّل من يرويها هم أتباع زيد نفسه، فهم أقرب إليه من غيرهم على الفرض.
ويكفيك تكذيبا للحادثة؛ أن مختلِقها يزعم أن اسم (الرافضة) تكوّن منها ابتداءً، أي حينما قال زيد لرافضي إمامة أبي بكر وعمر لعنهما الله: ”اذهبوا فأنتم الرافضة“ حيث يقول الراوي الكذاب: ”فمن ذلك الوقت سُمُّوا رافضة“.
إلا أننا عندما نراجع مصادر التأريخ المتقدّمة على مصادر هذه الحادثة بمئات الأعوام، نجد أن الروايات تذكر أن اسم (الرافضة) كان متداولا قبل هذه الحادثة المزعومة بعشرات السنين! فقد كان نعتا لشيعة أمير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه.
ومن ذلك ما رواه ابن أعثم في فتوحه من رسالة معاوية بن أبي سفيان إلى عمرو بن العاص (لعنة الله عليهم) وقد جاء فيها: ”إن علي بن أبي طالب قد اجتمع إليه رافضة أهل الحجاز وأهل اليمن والبصرة والكوفة“. (الفتوح لابن أعثم ج2 ص382).
فكيف يُزعم أن الشيعة سُمُّوا (الرافضة) بسبب ما جرى بين زيد وأهل الكوفة في ما بعد القرن الهجري الأول في حين أن معاوية قد سمّاهم بهذا الاسم في رسالته قبل أكثر من ثمانين عاما؟! ثم إن هذا المصدر (فتوح ابن أعثم) أقدم من المصادر التي ذكرت الحادثة المزعومة بين زيد وأهل الكوفة بمئات الأعوام!
إن هذا يثبت بطلان الحادثة المزعومة لسبق هذا الاسم والوصف على الشيعة، وهم - للعلم - يفخرون باسم (الرافضة) حيث دعاهم أئمتهم (صلوات الله عليهم) إلى ذلك كون هذا الاسم قد نحلهم الله إياه أصلا، فهم رافضة الظلم والظالمين.
هذا والشيعة يروون عن زيد بن علي حديثا يبيّن موقفه من أبي بكر وعمر (لعنهما الله) ضمن موقفه من (البترية) وهم جماعة من مدّعي التشيع خلطوا ولاية علي (صلوات الله عليه) بولاية أبي بكر وعمر. فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236).
فلمَ لا يعتمد صاحبك الزيدي على هذه الرواية التي يرويها أصحاب آل محمد (عليهم السلام) دون تلك التي يرويها أصحاب أبي بكر وعمر؟!
ولا أقلّ من أن موالاة زيد لأبي بكر وعمر لم تثبت، فتكون النتائج التي ذكرها صاحبك الزيدي منتفية أصلا، لأنها مبنية على ما لم يثبت، فاللبيب يعلم بأن أتباع أبي بكر وعمر هم من أكذب خلق الله تعالى، ومثل هذه الروايات المختلقة ليست ببعيدة عنهم، فإنهم قد نسبوا في كتبهم إلى مثل الباقر والصادق (صلوات الله عليهما) بل إلى مثل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) الترحّم والترضّي على أبي بكر وعمر! مع أن ذلك معلوم البطلان عند القاصي والداني، وعليه فإن ما نسبوه إلى زيد بن علي لا يبعد أنه يجري هذا المجرى، حرصا منهم على تدعيم دينهم الباطل ومذهبهم الفاسد في موالاة الطغاة والمنافقين والمرتدّين.
وأما عن مسألة خروج زيد بالسيف؛ فإن مما رُوي عن الأئمة المعصومين من آل محمد (صلوات الله عليهم) ومما رُوي عن أصحابهم أنه لم يخرج طالبا الإمامة لنفسه، وإنما داعيا للرضا من آل محمد عليهم السلام، وأنه كان معتقدا بإمامة ابن أخيه جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه.
ومن تلك الروايات ما رواه الكليني عن عيص بن القاسم قال: ”سمعت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام يقول: عليكم بتقوى الله حده لا شريك له، وانظروا لأنفسكم - إلى أن قال - إن أتاكم آتٍ منا فانظروا على أي شيء تخرجون، ولا تقولوا: خرج زيد! فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه“. (الكافي للكليني ج8 ص264).
ومنها ما رواه الكشي عن عمار الساباطي قال: ”كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج. قال: فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خيرٌ أم جعفر؟ قال سليمان: قلت: والله؛ ليومٌ من جعفر خير من زيد أيام الدنيا! قال: فحرّك رأسه وأتى زيدا وقصّ عليه القصة. قال: فمضيت نحوه فانتهيت إلى زيد وهو يقول: جعفر إمامنا في الحلال والحرام“. (رجال الكشي ص261).
وعليه فإنه لا ملازمة بين خروج زيد وادعائه للإمامة أو المهدوية، فإنه بمقتضى هذه الروايات قد خرج لطلب الرضا من آل محمد (عليهم السلام) ونقض السلطان المجتمع لبني أمية عليهم لعائن الله، لا لشيء غير ذلك.
وختاما؛ فإنه على فرض أن زيدا كان يتولّى أبا بكر وعمر، وأنه كان طالحا وداعيا لإمامة نفسه، بل وزاعما أنه المهدي المنتظر.. على فرض كل ذلك؛ فإنه لا ينبغي للمسلم العاقل أن يعرف الحق بالرجال، بل عليه أن يعرف الحق بما هو هو، ثم يعرف أهله. وهكذا أوصانا مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إذ قال: ”لا يُعرف الحق بالرجال، اعرف الحقّ؛ تعرف أهله“. (طرائف السيد ابن طاووس ص136 عن الغزالي في المنقذ).
فعلى صاحبك الزيدي أن يلاحَظ القرآن الحكيم، ويطالع تفاسيره، كما يبحث في مصادر الحديث والرواية، ويقرأ التاريخ الإسلامي بإمعان؛ ليعرف أين يكمن الحق، ومع من يكون من هذه الفرق والطوائف، بغض النظر عن فلان وفلان من الناس، فإن زيدا مهما بلغ فليس بذاك الذي يدور الحق معه حيثما دار، وإنما تثبت جلالة زيد باتباعه للحق، والحق هو علي وآل علي من الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) الذين أوصانا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) باتباعهم ونصّ عليهم بأسمائهم واحدا تلو واحد، اثنا عشر إماما معصوما خاتمهم هو بقية الله في أرضه صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.
هذا وننّبه إلى أننا - شخصيا - متوقّفون في حال زيد على ما سبق بيانه في أجوبتنا السابقة، رغم أن أغلب الأصحاب على تعديله. والله العالم بحقيقة الحال.
وفقكم الله لنصرة الدين وأهله. والسلام.
السادس والعشرون من ربيع الأول لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.