هل الضريح الموجود في النجف الأشرف هو لأمير المؤمنين (عليه السلام) حقا أم للمغيرة بن شعبة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامكم بمناسبة مولد خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،

الوهابية لعنة الله عليهم يدعون بأن الضريح الموجود بالنجف ليس لأمير المؤمنين عليه السلام بل هو للمغيرة ! فيدعون بأن أمير المؤمنين كان بالكوفة فمالذي ذهب به بالنجف ، فما رأي سماحتكم بهذه الشبهة مع ذكر الأدلة ؟

هذا ولكم مني كل الشكر والتقدير

أخوك / أبو علي


باسمه جلت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لا أحمق من صاحب هذا الإشكال! فإن النجف هي بالأصل (نجف الكوفة) أي ظهرها، وعندما استُشهد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فإنه جيء به إلى هناك ليُدفن بوصية منه. فقد روى الكنجي الشافعي عن الحاكم: ”لما حضرت وفاة علي قال للحسن والحسين: إذا أنا متُّ فاحملاني على سرير ثم أخرجاني ليلا ثم آتيا بي الغريّين فإنكما ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا، فاحتفرا فإنكما ستجدان فيها ساجة فادفناني فيها. فدفناه وانصرفا“. (كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص323).

وقد كان الغريّان موضعهما في ظهر الكوفة، أي النجف. قال الحموي في معجم البلدان: ”الغريّان: طربالان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة، قرب قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه“. (معجم البلدان للحموي ج4 ص196).

وقد روى أبو الفرج الأصبهاني بسنده عن الحسن بن علي الخلال قال: ”قلت للحسن بن علي: أين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال: خرجنا به ليلا حتى مررنا به على مسجد الأشعث حتى خرجنا به إلى الظهر بجنب الغري“. (مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني ص42).

ثم إن أئمتنا (صلوات الله عليهم) الذين هم بنو علي (عليه السلام) هم الذين عرّفونا بمكان مرقده الشريف هذا بعد الإخفاء سترا من بني أمية (عليهم لعائن الله) لئلا ينبشوه، وهذا أمر معلوم عند الخاصة والعامة. قال ابن أبي الحديد: ”وأولاده أعرف بقبره، وأولاد كل الناس أعرف بقبور آبائهم من الأجانب، وهذا القبر الذي زاره بنوه لما قدموا العراق، منهم جعفر بن محمد وغيره من أكابرهم وأعيانهم“. (شرح النهج لابن أبي الحديد ج1 ص5).

أما الوهابية فإن ادعاءهم بأن هذا المرقد الشريف هو للمغيرة بن شعبة (عليه لعائن الله) إنما هو ترديد لما ذكره شيخهم ابن تيمية (لعنه الله) على جهالته! وهو في قوله هذا لم يورد أي دليل عليه! فإن المغيرة لم يُعرف له قبر، وقال بعضٌ أنه دُفن في الشام، وقال آخر أنه دُفن في الكوفة في موضع يُقال له (الثويّة) مع أبي موسى الأشعري وزياد بن أبيه عليهما لعائن الله، ولم يدّعِ أحدٌ بأنه دُفن في الغري، أو ظهر الكوفة، أو النجف! فمن أين جاء ابن تيمية الأحمق بادعائه السخيف هذا؟! يبدو أنه جاء به من كيسه!

زادك الله وإيانا بصيرة. والسلام.

التاسع والعشرون من ربيع الأول لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp