ما هو رأيكم في عقيدة وحدة الموجود - التي هي غير وحدة الوجود - كأن يقال أنه لا موجود إلا الله.
وكأن يقال أن العلاقة بين المخلوقات والله جل وعلا هي كالعلاقة بين الموج والبحر فهما شيء واحد إلا أن الموج حالة عرضية ليس إلا.
وكأن يقال أن الأولياء إذا أسلموا القلب لتجليات أسماء الحق وأصبحوا العشاق المتيمين لحضرة الأسماء، فإنهم إذا تجاوزوا هذا فليس بعده شاهد ومشاهدة ومشهود، بل في تلك الحال ليس من ساجد ومسجود له، ولا عباد ولا معبود فهو الأول والآخر والظاهر والباطن.
وكأن يقال أن كل العالم من أعلى مراتب الوجود إلى أسفل سافلين هو لا شيء، إذ أن كل ما هو موجود هو تعالى لا غير.
وكأن يقال أن الآية الشريفة (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) هي بلسان الكثرة، وإلا فإنه هو الحمد والحامد والمحمود.
وما حكم من يعتقد بهذا مع التزامه الظاهري ببقية التكاليف الشرعية ؟
باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الاعتقاد بهذا هو عين الكفر والعياذ بالله، فإنه سبحانه ليس كمثله شيء، ولا يجوز تشبيهه بموج البحر أو غيره، كما أن اعتباره وخلقَه كلا واحدا هو عين الشرك، نعوذ بالله منه. وإن من أعظم الردود على هذا الاعتقاد الشيطاني ما قاله سيدنا ومولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليهما)، فعن زرارة (رضوان الله عليه) قال: "سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله خلوٌ من خلقه، وخلقه خلوٌ منه، وكل ما وقع عليه (شيء) ما خلا الله فهو مخلوق، والله خالق كل شيء، تبارك الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". (الكافي ج1 ص82).
أما حكم من يعتقد بذلك مع التزامه الظاهري بالأحكام والتكاليف، فتسألون عنه سماحة السيد المرجع دام ظله العالي.
زادكم الله بصيرة في الدين وأبعدكم وإيانا عن همزات الشياطين ولمزات المنحرفين. والسلام.
الثالث من ذي القعدة لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.