بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية نطح زينب (ع) رأسها مقدم المحمل, رواية ذكرها العلامة المجلسي مرسلة في البحار, فهل رُوِيت بسند متصل صحيح فيه أو في غيره؟
المرسل: عبدالله الإمامي الأحسائي
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الرواية معتبرة وإن كانت مرسلة، حيث إن العلامة المجلسي (رضوان الله عليه) قال: "رأيت في بعض الكتب المعتبرة رُوي مرسلا عن مسلم الجصاص.." وكون الرواية مرسلة لا يخدش فيها، فالإرسال لا يعني سوى استغناء الراوي أو الماتن عن ذكر السند، واختصاره، لا أن الخبر ضعيف أو غير صحيح كما يتوهّمه بعض الجهلة الذين بمجرّد أن يكرهوا رواية ما يرمون إلى إسقاطها بزعم أنها مرسلة! وقد غاب عن هؤلاء أن كثيرا من الأحكام الشرعية العبادية التي نعمل بها اليوم إنما استُنبطت من روايات مرسلة مشمولة بكليات من قبيل أصالة الإباحة مثلا، وراجعوا في ذلك الكتب الفقهية الاستدلالية لتتبيّنوا. هذا وإن كان العلامة المجلسي قد حكم على الرواية بالاعتبار، فإن هناك من حكم عليها بالصحة كالعلامة شيخ الشريعة الأصفهاني. كما قد رُويت هذه الرواية في مصادر أخرى كمنتخب الطريحي ج2 ص478 وجلاء العيون للسيد عبد الله شبر ج2 ص238 وعوالم الإمام الحسين (عليه السلام) للشيخ عبد الله البحراني ص373. كما أن اعتماد أعاظم الفقهاء على هذه الرواية قديما وحديثا يطمئن النفس إلى صحتها، فإنه في عالم الحوزات يكون اعتماد الأصحاب (أي العلماء) على رواية ولو كانت ضعيفة جابرا لها، كما يكون إعراضهم عنها ولو كانت صحيحة موهنا لها.
كتب الله لكم جوامع الخير في الدارين. والسلام. السادس من ذي الحجة لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.
السادس من ذي الحجة لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.