بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
واللعنة على أعدائهم من الأولين والأخرين
السلام عليكم ياشيخ ياسر الحبيب ورحمة الله وبركاته
وأنا من المعجبين بفكر ومنهج الصدرين رضوان الله عليهم
وكذالك من المعجبين بفكر ومنهج السيد الشيرازي رضوان الله تعالى عليه
وأنا أحبك حب شديد
وندعوا دائما لكم بالسداد من مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف
وأنا لست من أتباع مقتدى الصدر المنحرف عن نهج الصدرين وانما ممن يؤمن بتوجهات ورؤى وفكر ومنهج الشهيدين الصدرين عن طريق قراءة كتبهم ودراستها فقط
وليس لي أي نشاط سياسي
بل لست عراقي أصلا وانما من دولة خليجية واليكم مولانا الكريم موجوعة أسئلة
أتمنى ان يتكرم الشيخ الحبيب بالجواب عليها بنفسه
لأهميتها عندي وأن كانت غير مهمة عند الشيخ
الأسئلة كتالي
1-ماهو رأيكم في السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه ومواقفه البطولية في عهد المجرم صدام لعنه الله
2- ماهو رأيكم في السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليه ومواقفه البطولية في عهد المجرم صدام لعنه الله
3- ماهو رأيكم في كتب ومنهج وتوجه وأفكار وعقائد والرسائل الفقهيه للشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليهم
5- وجدت جواب للشيخ ياسر الحبيب عن كتاب أقتصادنا للسيد محمد باقر الصدر ولقد صدمني جوابه الذي يتغافل فيه عن قيمة الكتاب العلمية
والتي يدرسها حتى المخالفين في جامعاتهم فلما هذا التحيز والتعصب للسيد الشيرازي رضوان الله عليه تعصب يقلل من قيمة الأخرين ويغض الطرف عن جهودهم وبطولاتهم حتى الأستشهاد وعلى هذا أطلب من الشيخ ياسر الحبيب أن ينصف الشهيدين الصدرين
ولا تأخذه أنحرافات بعض العلماء المنحرفين من الشيعة في أن ينضر بعين تقديس الشيرازي فقط في كل كتاباته ومحاظراته وكأنه لايوجد عالم في عصرنا الا السيد الشيرازي رضي الله تعالى عنه
ويغفل مجهودات الكبار الأخرين
الذين لهم بصمة قوية وواضحة في التشيع في عصرنا هذا بل وواجهوا الأنحرافات الموجودة حتى في المنهج الشيعي
والسيد محمد محمد صادق الصدر مثال وصلاة الجمعة التي دافع عنها مثال بل تصديه للمجرم صدام مثال
وكذالك السيد محمد باقر الصدر ومواقفه العديدة البطولية وتراثه العلمي يكفي ان مقلدي السيد محمد باقر الصدر كان صدام لعنه الله يحكم على كل من قلد الصدر بالأعدام بل وفتوى تحريم محمد باقر الصدر لمسئلة الأنظمام لحزب البعث في زمن صدام بكل شجاعة نادرة ولم يفكر في طغيان صدام وجرمه حينها بل حرم مايجده حرام وعلانية امام الملىء
ان مايحرق القلب أن نجد شيخ كبير مؤمن مخلص بحجم الشيخ ياسر الحبيب ينبعث منه حب ال محمد عليهم السلام
لكن للأسف لا نجد منه دفاع أنصافي ولو على مستوى الأسئلة التي توجه له عن بعض العلماء لاسيما الصدرين الذي صدمني حينما قراءة جوابه على سؤال وجه له عن كتاب أقتصادنا وكأنه يحتقر الصدر ويستصغره وينضر اليه بأزدراء والعياذ بالله
هل هذا يرضي السيد الشيرازي أصلا
والله وأقسم بالله أنه لا يرضيه رضوان الله عليه
ولكن أنا أحمل للشيخ الحبيب سبعين محملا كما أمرنا ال محمد عليهم السلام
لهذا وجهة أسئلتي له شخصيا
حتى أعلم حقيقة الحال
أريده أن يجاوبني بصراحة وأن يظهر لي رأيه الحقيقي في الشهيدين الصدرين رضوان الله عليهم اما مقتدى الصدر فهو لا يمثل منهج الصدرين لهذا نصب أسئلتي حول الصدرين فقط اما مقتدى الصدر أنحرافاته يعلمها حتى أتباع منهج الصدرين
وكثيرين تخلوا عنه وأبتعدوا عنه
وعلى هذا جرا التوضيح حتى لا ينحرف مسار الاجابة من الشيخ الى منهج مقتدى الصدر المنحرف أصلا عن منهج الشهيدين الصدرين
اما أراء الشيخ الحبيب في الخميني والخامنئي وسياسة ايران
فالحق يقال أنه قد أصاب في رأيه أتجاه هذان الضالين وأنحرافاتهم ودولتهم البائسة المنحرفة عن التشيع الأصيل
المحب لكم
بو عسكري
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم عواطفكم النبيلة.
ج1: إن منطق الأحزاب هو ”صنمية القائد“ فيكون على الحق دائماً وبه يُعرف، أما منطق الإسلام فهو ما نطق به مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ”إن الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله“. (مجمع البيان ج1 ص211).
وعليه فإذا أردنا أن نقيّم شخصية ما، فعلينا أن نعرضها على ميزان الحق والباطل، فإن وجدناها مائلة إلى الحق مدحناها، وإن وجدناها مائلة إلى الباطل ذممناها. وإلا لوقعنا في ما وقع فيه المخالفون من تعديلهم أهل الباطل لمجرد أنهم ”صحابة“.
إذا علمتَ هذا فاعلم الآن؛ أننا كنا في زمن ما أكثر تحمّساً منك في التمجيد بصاحبك الأول، ذلك حينما كنا واقعين تحت تأثير ما يسمى بحزب الدعوة، فكانت الهالات الدعائية الحزبية تخلق أوثاناً وأصناماً نقدّسها ونجعلها مقياساً للحق ونكاد نعبدها من دون الله عز وجل!
إلا أن الله تعالى منّ علينا بأن هدانا إلى اتباع منهاج مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بإخضاع جميع الرجال إلى الحق، لا العكس. وكان هذا قبل أن نقلّد الإمام الراحل الشيرازي قدس الله نفسه، حتى لا يُقال أن الموقف تبدّل بعد تبدّل ”ولي النعمة“! بل إنك لو سألت ”الشيرازيين“ أنفسهم عنّا لقالوا لك: ”إنه جاء من بيئة معادية تماماً لكل ما هو شيرازي! ولا ندري سرّ تحوّله ولم يظهر بيننا فجأة إلا في السنوات الأخيرة“! على أن الشيرازي العظيم (أعلى الله درجاته) لم نسمعه يوماً يذمّ صاحبك الأول هذا، ولم نرَ من الشيرازيين من يذكره إلا بالخير والثناء.
فالله وحده العالم؛ أن موقفنا منه ليس مردّه إلا الحرص على اتباع منهاج الإسلام والتشيع، والحرص على عدم المساومة في الحق. وأنت تدرك أن مواقفنا هذه لا تربحنا في هذه الدنيا ولا تكسبنا شيئاً سوى اللعنات والشتائم وتشويه السمعة والافتراء والبهتان ومعاونة النواصب والحكومات والأحزاب للإجهاز علينا والخلاص منا! وعند الله نحتسب الأجر في تحمّل ذلك.
فانظر يا أخانا إلى الرجال بمنظار ”اعرف الحق تعرف أهله“ فإنك لو فعلت لتحوّل عتبك علينا إلى ثناء ولانقلب لومك لنا إلى شكر! فكيف تريد منّا أن نمتدح صاحبك الأول وهو القائل في خطابه الثالث المشؤوم: ”واُريد أن أقولها لكم يا أبناء علي والحسين، وأبناء أبي بكر وعمر: إن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني.
إن الحكم السني الذي مثّله الخلفاء الراشدون، والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه; إذ حارب جنديا في حروب الردّة تحت لواء الخليفة الأول أبي بكر، وكلّنا نحارب عن راية الإسلام، وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي.
إن الحكم السني الذي كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله، وخرج مئات الآلاف من الشيعة، وبذلوا دمهم رخيصاً من أجل الحفاظ على راية الإسلام، ومن أجل حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الإسلام.
إن الحكم الواقع اليوم ليس حكماً سنيا، وإن كانت الفئة المتسلّطة تنتسب تأريخيا إلى التسنن.
إن الحكم السني لايعني حكم شخص وُلِد من أبوين سنيّيْن، بل يعني حكم أبي بكر وعمر الذي تحدّاه طواغيت الحكم في العراق اليوم في كلّ تصرّفاتهم، فهم ينتهكون حرمة الإسلام وحرمة علي وعمر معاً في كل يوم وفي كل خطوة من خطواتهم الإجرامية“؟!
إنك لو قيّمت هذا الكلام بإنصاف وتجرّد عن منطق ”الصنمية الحزبية“ والتزام بمنطق علي أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لوجدتَ فيه من الكفر والضلال والمخالفات الشرعية ما يأتي:
(1) قال أن المعركة ليست بين الشيعة وما أسماه ”الحكم السني“ الذي هو في مقصوده ”حكم أبي بكر وعمر“! فلسنا ندري إذا لم يكن الشيعة يحاربون الحكم الانقلابي الذي أقامه أبو بكر وعمر ومضى عليه هؤلاء الحكام والسلاطين إلى يومنا هذا فما أصل خلافنا معهم إذن؟! أليس خلافنا معهم يتمركز ههنا في أن الحكم إنما ينبغي أن يكون لله ولرسوله وللأئمة (عليهم السلام) ولنوّابهم كي يتم إقامة شرع الله تعالى لا شرع المرتدين المنقلبين على أعقابهم كأبي بكر وعمر وعثمان ممن حرّف دين الله تعالى؟!
وإذا لم تكن المعركة هي بين الشيعة وهذا ”الحكم السني“ على حدّ زعمه فلماذا عارضه علي وعارضته الزهراء وعارضه أئمة أهل البيت النبوي (صلوات الله عليهم) حتى قُتِلوا وذُبحوا؟!
(2) قال أن الحكم السني الذي مثّله ”الخلفاء الراشدون“ كان يقوم على أساس ”الإسلام والعدل“! فقد حكم أولاً بأن هؤلاء الكفرة المرتديّن الذين خانوا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) هم خلفاء وراشدون! فبالله منذ متى أضحى ابن أبي قحافة وابن صهاك خلفاء شرعيين للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله؟! وأين هو الرشد في سيرتهم القذرة وأعمالهم السوداء؟!
ثم إنه حكم ثانياً بأن حكم هؤلاء الغاصبين كان يقوم على أساس الإسلام والعدل! وما أعظمها من كلمة كفر! أفهل يكون غصبهم للخلافة إسلاماً؟! أم هل يكون قتلهم لبضعة النبي (صلى الله عليه وآله) وسلبهم إرثها عدلاً؟!
أوَ لا تعلم أن هذه الكلمة منه كافية لإخراجه من الإيمان وأنه الآن يعذب عذاباً أليماً؟! قال إمامنا زين العابدين صلوات الله عليه: ”ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ من جحد إماما من الله، أو ادعى إماماً من غير الله، أو زعم أن لأبي بكر وعمر في الإسلام نصيبا“! (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج18 ص175).
فالرجل لا يزعم فقط أن لأبي بكر وعمر في الإسلام نصيباً؛ بل يزعم أنهما قد أقاما حكم الإسلام والعدل! فانظر بالله عليك!
(3) ادّعى أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قد حمل السيف دفاعاً عن حكم هؤلاء ”الخلفاء الراشدين“ إذ حارب جنديا تحت لواء ”الخليفة“ أبي بكر في حروب الردة! وهذا بهتان عظيم! إذ لم يرد في أي مصدر تأريخي - لا عند الشيعة ولا عند غيرهم - مثل هذا بل المعلوم إجماعاً أن عليا (صلوات الله عليه) لم يشترك أبدا في ما يسمى بحروب الردّة وظل ملازماً بيته احتجاجاً بعد انقلاب السقيفة.
فمن أين جاء صاحبك الأوّل بهذا؟! فإن اعتذرتَ عنه بأنه قد اشتبه عليه الأمر؛ جاء جوابك بأن من يشتبه عليه مثل هذا الأمر الخطير لا يصلح أن يكون مرجعاً وقائداً دينياً للناس وهو يتجرّأ على ذكر أمر يرسله إرسال المسلّمات دون أن يكون له في الحديث والتاريخ والآثار أصل على الإطلاق! وهذا كاشف عن جهله وعدم حيطته ودقّته فكيف تُقبل فتاواه ويؤخذ بتعاليمه؟!
وأي إساءة هذه لمقام مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) حين يُدَّعى أنه قد حارب ”جنديا“ تحت إمرة اللعين أبي بكر؟!
(4) قال أن علماء الشيعة أفتوا قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجل ”الحكم السني“ وأن أبناءهم بذلوا دمهم رخيصاً من أجل ”حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الإسلام“! وهو يقصد بذلك ثورة العشرين، وهذا تلبيس بل تحريف! فعلماء الشيعة لم يعتبروا يوماً أن نهوضهم ضد الإنجليز هو ”حماية للحكم السني“ ولم يبذلوا دم أبنائهم رخيصاً من أجل المحافظة عليه! بل كان هدفهم هو طرد المحتلّ وإقامة حكم الإسلام الحق!
ثم منذ متى كان هذا ”الحكم السني“ على حدّ تعبيره قائما على أساس الإسلام؟! إذا كان الأمر هكذا فلماذا قام الرجل ضدّه أصلاً؟! أوليس حكم صدام التكريتي نسخة من هذا ”الحكم السني“ الذي أرسى دعائمه أبو بكر وعمر؟! إن قلتَ: في حكم صدام كفر! قيل لك: وفي حكم أبي بكر وعمر ما هو أكفر! وإن قلتَ: في حكم صدام فساد! قيل لك: وفي حكم أبي بكر وعمر ما هو أفسد! وإن قلتَ: في حكم صدام مقابر جماعية! قيل لك: كذلك كان في حكم أبي بكر - في حروب مانعي الزكاة - وفي حكم عمر - تدمير قرية عرب سوس مثالاً - فلماذا الثورة على حكم صدام وهو ليس سوى نموذج مصغّر جداً من ”الحكم السني للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان“؟! كان اللازم على الرجل أن يقبل بهذا الحكم ويبلع لسانه وإن كانت الموسى فيه لأنه قد حكم سلفاً على حكم أبي بكر وعمر بأنه كان قائما ”على الإسلام والعدل“!
(5) قال أن ”الحكم السني“ لا يعني حكم شخص وُلِد من أبوين سنيّيْن، بل يعني حكم أبي بكر وعمر! وهذا أيضاً بهتان عظيم! فإن مفهوم ”الحكم السني“ هو ذلك الحكم الذي يكون موافقاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا سنة أبي بكر وعمر! غير أن الرجل ضمّ نفسه إلى المخالفين في اعتقادهم أن سنة رسول الله هي ذاتها سنة أبي بكر وعمر!
فويلاً لصاحبك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة حين يحاسبه قائلا: ”كيف زعمت أن الخائنيْن الغاصبيْن من بعدي كان حكمهما حكمي وسنتهما سنتي“؟!
(6) قال أن طواغيت الحكم في العراق اليوم ينتهكون ”حرمة الإسلام وحرمة علي وعمر معاً“! فانظر بالله عليك كيف جعل لعدوّ الله حرمةً وقرنها بحرمة الإسلام وبحرمة ولي الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه! فمثله كمثل القائل: ”إن طواغيت الحكم في الحجاز اليوم ينتهكون حرمة الإسلام وحرمة محمد وأبي سفيان معاً“!
فبماذا يُعتذَر عن صاحبك الأول هذا؟! إن قيل: إنه قال ذلك على سبيل التقية. قلنا: الرجل كان في مقام الثورة وقلب نظام الحكم فكيف يُقال أن النظام أجبره على قول ذلك تقية! وإن قيل: إنه قال ذلك حتى يستجلب تأييد المخالفين في العراق فتنجح الثورة. قلنا: إنه المبدأ الميكافيلي إذن ”الغاية تبرر الوسيلة“ حتى لو اختلط الحق بالباطل وهو مبدأ مرفوض في الإسلام جملة وتفصيلا!
ألا فاعتبروا! فإن الرجل بعد هذا الخطاب الثالث بالذات قُتل شرّ قتلة! دون خطابيْه الأوّليْن رغم أنهما ما كانا دون هذا الثالث جرأة ضد النظام. غير أن هذا الثالث ورد فيه هذا الذي يغضب الله ورسوله ويغضب سيدة نساء العالمين فاطمة الشهيدة (صلوات الله عليها) فانظروا أي جزاء إلهي وقع على صاحبه!
ج2: صاحبك الثاني لم نرَ في منهجه انحرافاً كصاحبك الأوّل على حدّ اطلاعنا، ونثمّن له بعض مواقفه الجهادية الحسنة، غير أننا نأخذ عليه ضعف استدلالاته وحدّته المبالغ فيها تجاه بعض المراجع والعلماء واعتداده بنفسه كثيراً ثم إقحامه في الحوزة من ليس أهلاً لها وهم الذين شكّلوا هذه العصابات الإجرامية من بعده. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ج3: فيها الغث والسمين.
ج4: الذي قلناه في الجواب أن كتاب اقتصادنا دون كتاب فقه الاقتصاد في العمق العلمي، غير أن الأول حسن النظم والأدب، وهذا تقييم علمي ليس فيه غلو في أحد ولا بخس لحق أحد، ففي كلا الكتابين ما يُستفاد منه لكن الذي يريد العمق والتبحّر يأخذ بالثاني، ومن يهتم بجمال التعبير يأخذ بالأول ولا عليه أن يتعمّق ليحصل على اللآلئ، فليتركها إلى مَن هو أولى به منها!
ولو كانت لمؤلفات الشيرازي تلك الدعاية الحزبية الجيدة التي قام بها ما يسمى بحزب الدعوة لصالح مؤلفات صاحبهم لرأيت الجامعات تلتفت إليها، غير أن التيار الشيرازي تغلب عليه الضحالة الفكرية وضعف التخطيط والدعاية مع الأسف!
وهذا كمثلنا نحن والمخالفين، فإن الغرب يدرس ويدرِّس في جامعاته كتب علماء المخالفين لأنه لم يكتشف كتب أئمتنا (عليهم السلام) وعلمائنا! وكمثلنا نحن المسلمين والكفار، فإن الغرب يدرس ويدرّس في جامعاته كتب الكفار لأنهم لا يعلمون شيئاً عن كتب علماء المسلمين! - وكلامنا هذا على نحو النسبية لا الإطلاق - فالحاصل أنه بسبب الضحالة الفكرية وضعف التخطيط والدعاية تضيع الجهود العلمية العظيمة لعلمائنا الأبرار.
وعلى أية حال؛ إن هناك من علماء الغرب من تأثر بنظريات الإمام المجدد الراحل (قدس الله نفسه) في الاجتماع والاقتصاد والسياسة وتبنّى شيئاً منها كما تجده بالتوثيق والتحقيق في كتاب: ”دراسات في فكر الإمام الشيرازي“ للدكتور اياد موسى محمود، الأستاذ في جامعة سيسكس البريطانية، فارجع إليه فإنه يفيدك.
وفقنا الله وإياك للعمل بميزان الحق واتباع منهاج النبي وآله الأطهار صلوات الله عليهم، والسلام. الثالث عشر من شوال لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.