هل تسمية الإمام المهدي عليه السلام باسمه محرمة بناء على هذه الروايات؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

ما نظركم الشريف في حكم تسمية صاحب الزمان عليه السلام في زمن الغيبة الكبرى مع الإمعان في الروايات التالية:

1. ( علي بن بابويه عن سعد بن عبد الله الأشعري عن محمد بن أحمد العلوي عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري عليه السلام يقول: ... لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ..). وهي صحيحة سندا بتوثيق العلوي المذكور . الإمامة والتبصرة ص118

2. الصدوق قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي عن أيوب بن نوح عن محمد بن سنان عن صفوان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: ... يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته ). وهي صحيحة بتوثيق ابن سنان. كمال الدين ص333.

3. الصدوق قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام: .... ، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته.) . وهي صحيحة بتوثيق سهل بن زياد. كمال الدين ص378

4. الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر عليهما السلام: ... ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. ) . وهي صحيحة سندا بل من أقوى الأسانيد باعتبار ما يرويه إبراهيم بن هاشم. كمال الدين ص368

5. الفضل بن شاذان عن محمد بن عبد الجبار قال: قلت لسيدي الحسن بن علي عليه السلام:... - فلا يحل لأحد أن يسميه أو يكنيه باسمه وكنيته قبل خروجه ) . وهي صحيحة بحسب نقل النوري المستدرك ج12 ص280.

محمد عبدالله


باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا حمزة سيد الشهداء ووفاة سيدنا عبد العظيم الحسني عليهما سلام الله وتحياته.

الظاهر أن حكم حرمة التسمية لم يكن دائمياً، وإنما كان مؤقتاً لإخفاء أمر ولادته ووجوده (صلوات الله عليه) أمام سلطة بني العباس في أوائل عهد الغيبة، فلا تطلبه السلطة ولا تلاحق خواصّه وأتباعه فتنكّل بهم وتوردهم حياض الهلاك. وإذ ارتفع هذا المحذور اليوم؛ فلا حرمة.

ويدل على هذا ما رواه شيخنا الكليني (رضوان الله تعالى عليه) عن السفير الأول عثمان بن سعيد العمري (سلام الله عليه) مما يُستظهر منه أن تحريم التسمية إنما هي لعلة صدّ الطلب، وذلك قوله: "فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضى ولم يخلف ولدا وقُسِّم ميراثه وأخذه من لا حق له فيه، وهو ذا عياله يجولون ليس يجسر أحد أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك". (الكافي ج1 ص330).

هذا وقد وردت التسمية صريحة في بعض الأدعية والزيارات المأثورة، كزيارة آل ياسين المروية عنه (عجل الله تعالى فرجه وأرواحنا فداه) وفيها: "اللهم صل على محمد بن الحسن حجتك في أرضك وخليفتك في بلادك والداعي إلى سبيلك والقائم بقسطك.." (بحار الأنوار ج53 ص172).

فالظاهر هو أن تحريم التسمية مرتفع اليوم. نعم قد يكون عدم التسمية أولى تأدّباً.

رزقنا الله وإياكم لقاءه ونصرته عاجلاً، والسلام. ليلة الخامس عشر من شوال لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.



السؤال :

بسم الله الرحمن الرحيم

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.

في إجابتكم على سؤال حول تسمية الحجة بن الحسن عجل الله فرجه باسمه الشريف قلتم أن التحريم مرتفع، وما استدللتم به من وقوع ذكر اسمه الشريف في طيات بعض الأدعية أو الزيارات وحتى ما اوردتموه من علة صد الطلب لا ينهض كله أمام اعتبار سند بعض الروايات بل تضافرها في المجموع وصراحتها باستمرار التحريم لظهور الحجة عليه السلام وإليك العبارات:
العبارة الأولى:
(ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما) كمال الدين ص368.
العبارة الثانية:
(لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا). أمالي الصدوق ص414، التوحيد ص81، كمال الدين ص379.
العبارة الثالثة:
(وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا). الإمامة والتبصرة ص107.
العبارة الرابعة:
( ولا يحل لأحد أن يسميه أو يكنيه باسمه وكنيته قبل خروجه). المستدرك ج12 ص280.
العبارة الخامسة:
(ولا يحل لأحد أن يسميه أو يكنيه بكنيته إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته ). المستدرك ج12 ص281.

وهذه الروايات يا شيخي العزيز الحبيب لا يمكن أن نقول عنها عامة وتخصص بتلك ولا مطلقة فتقيّد بتلك، بل ما أفهمه هو أن هذه الروايات هي المقيّدة للتسمية والمبيّنة للواقع فكيف يمكن إلغاء وشطب عباراتهم عليهم السلام (حتى ظهوره) و ( حتى خروجه) من الاعتبار وكأن الإمام لم يقصد ما يقول، بل وكانه لم يقل هذه العبارة ويتم تبني جواز تسميته عليه السلام بداعي انتفاء الالحكمة من التحريم في هذا الزمان وكأن القائل يريد ان يقول أن توضيح الأئمة عليهم السلام وتقييد الجواز بالظهور المبارك مجرد لغو لم يكن يعنيه الإمام ، معاذ الله.

أرجو منكم يا سماحة الشيخ إعادة النظر في هذه المسألة، ومنكم أنتظر البحث المنصف والنظرة الثاقبة البعيدة عن تقليد الجو السائد في الجمود بعدم الاهتمام بوجود خصوصية في تسمية الإمام المنتظر عليه السلام باسمه الشريف.

حرسكم الله جل وعز وأبعد عنكم كل مكروه بحق سادة البشر محمد وعلي وآلهما صلى الله عليهما وعليهم.

محمد عبد الله



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ يبلغكم التحية وكتب يقول:
لم أقل أن التحريم مرتفع على البت، إنما قلتُ أنه يظهر ويُستظهر ذلك.
وإني شاكر للأخ ممتن له، وأعيد النظر وأحقق في المسألة إذا وفقني الله تعالى وكنتَ لذلك أهلاً.
وألتمس منه الدعاء، جعلنا الله جميعاً ممن تقرّ عينه برؤية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
6 جمادى الأولى 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp