بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل ياسر الحبيب
اشكركم جزيل الشكر على محاضراتكم واجاباتكم الاخيرة الرائعة ارجو منكم التواصل، وهذا ماهو كنا نتوقعه منكم من حسن الاداء وجودة الالقاء ،أبقاكم الله ذخراً لمحبي أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
السؤال: يقول السفيانيون بأن احب انسان الى قلب رسول الله هو ابو بكر عليه اللعنة، مع انهم يعلمون بحديث الطائر وحديث مؤاخات الرسول لعلي ولكنهم يصرون على كون احب رجل اليه هو ابو بكر؟ كيف نستطيع الرد عليهم؟؟
عذراً إن اكثرت عليكم اسألتي يا شيخنا الجليل وهذا لاينبع إلا من مدى ثقتنا بكم.
سددكم الله ووفقكم لمرضاته، وأرجو ان تتحفونا في شهر محرم الحرام بمحاضراتكم الرائعة وأن لا تبخلوا بها علينا.
اخوكم في حب امير المؤمنين ابو تراب
فائز الجبوري
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أيامنا وأيامكم بعيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر، والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
بل قد نفى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون أبو بكر حبيبه أو أن يكون عمر حبيبه، مؤكدا أن حبيبه هو علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه. كما في هذه الرواية التي يروونها بأنفسهم: "عن عائشة قالت: قال رسول الله لما حضرته الوفاة: ادعوا لي حبيبي. فدعوا له أبا بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه! ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه! ثم قال: ادعوا لي حبيبي! فدعوا له عليا، فلما رآه أدخله في الثوب الذي كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قُبض ويده عليه". (ذخائر العقبى ص72 وكفاية الطالب للكنجي ص133 ومسند أحمد ج 6 ص30 والرياض النضرة ج2 ص180).
وفي رواية ابن عساكر: "عن عائشة قالت: قال رسول الله وهو في بيتها لما حضره الموت: ادعوا لي حبيبي. فدعوت له أبا بكر فنظر إليه ثم وضع رأسه! ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فدعوا له عمر فلما نظر إليه وضع رأسه! ثم قال: ادعوا لي حبيبي! فقلت: ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب فوالله ما يريد غيره! فلما رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قُبض ويده عليه". (تاريخ دمشق ج42 ص393).
هذا وهناك عشرات الأدلة والشواهد على كون هذه الفضيلة لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) وحده، وأن أبا بكر وعمر (عليهما اللعنة والعذاب) خارجان بالقطع عنها. كما في حديث الطائر المشوي الذي أشرتم إليه.
وعلى أية حال يكون من المناسب الرد على القوم بأن الادعاء بكون أبي بكر أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغدو ظنيا مع وجود المعارض له من الروايات والشواهد والقرائن، أما القول بكون علي (صلوات الله عليه) هو الأحب فإنه قطعي بالنظر إلى الروايات والشواهد والقرائن سيما مع ملاحظة اتفاق جميع الفرق عليه. ولا يتمسك بالظني عوضا عن القطعي سوى الجاهل أو المتعصب.
وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة. والسلام.
السابع عشر من شهر ذي الحجة لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.