السلام عليكم شيخنا,
لي طلب عندك يا شيخنا ان تقراء رسالتي وان تجب علي.
أولا شيخنا هل أئمتنا أحتفلو بهلاك عائشة لكي تلزمني ان أحتفل بهلاكها. اذ وجد دليلا على ذلك أرني وأري المشاهد الكريم الدليل ومع السند لكي يستريح بالي.
ثانيا انا معك في ان نرد على البتريين و البكريين وان تفضحهم.
فالتعلم ياشيخي العزيز اني أحبك فالله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ لا يلزم أحداً بالاحتفال، فإنما هو أمر مستحب لا لازم.
والاحتفال بهلاك الظالمين والمنافقين أمر راجح عقلاً وشرعاً، وقد دلت الأحاديث الشريفة على أن المعصومين (صلوات الله عليهم) احتفلوا بذكرى هلاك الطاغية عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) كما ذكر الشيخ في جوابه هنا على (هذا الرابط)
وحيث أن المناط واحد، فيستحب الاحتفال بهلاك عائشة لعنة الله عليها، ولا يجسر فقيه معتبر على الإفتاء بغير ذلك.
وقد كان من دعاء مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "اللهم من صليت عليه فصلواتنا عليه، ومن لعنته فلعنتنا عليه. اللهم من كان في موته فرح لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه وأبدل لنا من هو خير لنا منه حتى ترينا من علم الإجابة ما نتعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين". (أمالي المفيد ص166)
والشاهد من الدعاء الشريف قوله عليه السلام: "اللهم من كان في موته فرح لنا" ويُستفاد منه أن الفرح بموت المناوئ مشروع، والاحتفال وإظهار مشاعر البهجة هو من مصاديقه بلا خلاف.
وقد كان الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) يفرحون ويبتهجون ويشكرون الله تعالى حين يموت زعيم إحدى الفرق الضالة في أزمنتهم، ولك أن تطالع في ذلك المصادر الرجالية كرجال الكشي مثلاً.
ولا ريب عند العقلاء والمتشرعة أن عائشة كانت زعيمة ضلال، ولا يخالج أحد الشك في أن الفرح بهلاكها هو أمر يدخل الفرح والسرور على قلب رسول الله وأهل بيته الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) وإلا فهل يتوقع أحد أن النبي يسخط على من فرح بهلاك قاتلته التي سمّته؟! فإن عائشة هي التي قتلت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدسّ السم إليه كما نصّ على ذلك الإمام الصادق عليه السلام. (تفسير العياشي ج1 ص200 وعنه تفسير البرهان ج1 ص320 وتفسير الصافي ج1 ص305).
إذن إن هلاك عائشة يفرح فيه رسول الله وآله الطاهرين عليهم الصلاة والسلام، وقد قال أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في وصف شيعته: "ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا". (خصال الصدوق 635) وعليه فنحن نفرح لفرحهم عليهم السلام، فنفرح في عيد هلاك عائشة.
أضف إلى ذلك أن الاحتفال بهلاك عائشة وإظهار مشاعر البهجة والسرور هو إظهار للبراءة من عائشة، وهو تطبيق لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال في أهل الريب والبدع: "وأظهروا البراءة منهم". (الكافي الشريف ج2 ص375).
شكرا لتواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 13 ذي الحجة 1431